من دينيس دومو
جوبا (رويترز) - قالت حكومة جنوب السودان والمتمردون يوم الأربعاء إنه تم التوصل لاتفاق يتم السماح بموجبه لزعيم المتمردين ريك مشار بالعودة إلى العاصمة لتشكيل حكومة وحدة وحل الخلافات التي أدت لتأجيل عودته هذا الأسبوع مما أثار قلق مراقبي اتفاق السلام.
وقال المتحدث باسم المتمردين جاتيت داك بالهاتف لرويترز من نيروبي إن من المتوقع أن يعود مشار إلى جوبا يوم الخميس. وكان من المقرر أن يعود مشار أوائل هذا الأسبوع قبل أحدث حلقة في سلسلة من التأجيلات منذ اتفاق السلام الذي أبرم العام الماضي.
ووقع مشار وخصمه الرئيس سلفا كير اتفاق سلام في أغسطس آب بهدف إنهاء الصراع الذي استمر عامين وراح ضحيته الآلاف وأجبر أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم. لكن الاشتباكات تندلع منذ ذلك الحين.
وعبرت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن قلقهما بسبب أحدث تأجيل لعودة مشار المقرر أن يتولى منصب النائب الأول للرئيس في إطار اتفاق لاقتسام السلطة. وعبرت اللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم التي تضم قوى غربية وممثلين أفارقة وأطرافا أخرى وتراقب اتفاق السلام عن قلقها أيضا.
وقال بيتر بشير جبندي القائم بأعمال وزير الخارجية في مؤتمر صحفي في جوبا "يسعدني أن أعلن لكم أننا كحكومة قبلنا أن يأتي ريك بصحبة 195 (من أعضاء) قواته يرافقونه هو ورئيس أركانه."
وفي وقت سابق قال مسؤول حكومي إن مشار تأخر لأنه أراد نقل كمية من العتاد والقوات إلى جوبا تفوق ما تم الاتفاق عليه مع معسكر كير. وقال مشار لقناة الجزيرة التلفزيونية إن الحكومة تضع "العراقيل" أمام عودته.
وقال جبندي "منحناه الإذن أيضا للطائرات الثلاث التي ستأتي معه" لكنه لم يحدد توقيتا.
وعجل قرار كير الإطاحة بمشار من منصب نائب الرئيس في 2013 بتفجر الأزمة التي تحولت إلى صراع في ديسمبر كانون الأول من ذلك العام.
ودار القتال في أغلب الأحيان على أساس قبلي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. ورغم اتفاق السلام اندلعت اشتباكات متفرقة تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها.
واندلع الصراع بعد نحو عامين من استقلال جنوب السودان في 2011 مما أضر بالاقتصاد وتسبب في معاناة قطاعات كبيرة من السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة من نقص الغذاء.
وتراجع إنتاج النفط وهو مصدر الدخل الرئيسي لجنوب السودان نتيجة قطع خطوط الأنابيب المتصلة بحقول النفط والهبوط الشديد في أسعار الخام العالمية.
(إعداددينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)