من ستيف هولاند وجون وايتسايدز
واشنطن (رويترز) - استغل الجمهوريون موجة الاستياء لدى الناخبين الأمريكيين لينتزعوا السيطرة على مجلس الشيوخ موجهين لطمة للرئيس باراك أوباما ستحد من جدول أعماله التشريعي وربما تجبره على تعديل مساره خلال العامين المتبقيين له في منصبه.
وحقق الجمهوريون يوم الثلاثاء نصرا مظفرا سيعتبر بمثابة توبيخ حاد لأوباما الذي يترنح من أزمة لأخرى وتراجعت شعبيته مما جعله زائرا غير مرحب به بالنسبة للمرشحين الديمقراطيين في الكثير من الولايات المتنازع عليها.
ومن المقرر أن يعقد أوباما الذي تابع الانتخابات من البيت الابيض ولم ير شيئا يذكر يثلج قلبه مؤتمرا صحفيا الساعة 2.50 عصرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1950 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء. ودعا زعماء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين الى البيت الابيض يوم الجمعة لتقييم المشهد السياسي الجديد.
وأحكم الجمهوريون قبضتهم أيضا على مجلس النواب فيما وصفه النائب ستيف اسرائيل رئيس لجنة حملة الكونجرس الديمقراطية متحدثا لشبكة ام.اس.إن.بي.سي بأنه "ليلة فظيعة جدا" بالنسبة للديمقراطيين. وحين تبدأ فترة الكونجرس الجديد في يناير كانون الثاني المقبل سيكون للجمهوريين السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ للمرة الأولى منذ انتخابات عام 2006.
وستجبر سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أوباما على تقليص طموحاته وحصرها بالمواضيع التي يمكنه أن يصدر بشأنها قرارات تنفيذية لا تتطلب موافقة المشرعين أو بتلك التي ربما تفوز بدعم ممثلي الحزبين على السواء مثل الاتفاقات التجارية والإصلاحات الضريبية.
وستشهد الفترة المقبلة اختبارا لقدرة أوباما على التوصل إلى تسويات مع خصومه السياسيين الذين قويت شوكتهم حديثا بعدما ظلوا يقاومون جدول أعماله التشريعي منذ انتخابه للمرة الأولى عام 2008 . وانتخبه الأمريكيون لفترة ولاية ثانية وأخيرة مدتها اربع سنوات في 2012 .
وقال حاكم نيوجيرزي كريس كريستي المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات 2016 والذي شارك في حملات رفاقه الجمهوريين في انحاء البلاد إن نتائج انتخابات مجلس الشيوخ تضع المسؤولية على أوباما.
وقال كريستي لشبكة تلفزيون سي.بي.اس التلفزيونية "نحتاج إلى انجاز الأمور... ووضع الأشياء على مكتب الرئيس وجعل الرئيس يتخذ بعض القرارات." وأشار إلى الاصلاح الضريبي ووضع سياسة قومية للطاقة واستحداث المزيد من الوظائف باعتبارها حاجات ملحة.
وقد يؤدي التحول في مجلس الشيوخ إلى تغيير أيضا في طاقم العاملين في البيت الأبيض إذ يفكر بعض الاعضاء المنهكين في فريق أوباما في الرحيل لافساح المجال لأعضاء جدد.
وقبل ظهور نتائج الانتخابات استبعد البيت الأبيض أن يجري أوباما تغييرات كبيرة. وقال مسؤولون إن أوباما سيسعى للوصول إلى أرضية مشتركة مع الكونجرس في مجالات مثل التجارة والبنية التحتية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست يوم الثلاثاء إن "الرئيس سيستمر في البحث عن شركاء في الكونجرس سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين الراغبين في العمل معه في تطبيق سياسات تصب في مصلحة عائلات الطبقة الوسطى."
وفاز أوباما بعضوية مجلس الشيوخ لفترة واحدة قبل أن يصبح رئيسا. وغالبا ما يوجه اليه اللوم لعدم تطوير علاقات أوثق مع المشرعين.
وسيجد وجها مألوفا في موقع قوي جديد حين يحل السناتور الجمهوري ميتش مكونيل محل الديمقراطي هاري ريد كزعيم للاغلبية في مجلس الشيوخ. وكان ريد من أكبر الحلفاء السياسيين لأوباما وساعد في تمرير قانون الرعاية الصحية الذي طرحه أوباما عبر مجلس الشيوخ في 2010 .
وقال مكونيل في كلمة بمناسبة انتصاره في لويزفيل بولاية كنتاكي "الأمور لا تتغير بين عشية وضحاها. لا أتوقع أن يصحو الرئيس غدا ويرى العالم مختلفا عما كان يراه حين استيقظ هذا الصباح. وهو يعرف أني لن أكون كذلك أيضا. لكن علينا التزام بالعمل معا بشأن القضايا التي يمكن أن نتفق عليها."
وحقق الجمهوريون في نصرهم الساحق يوم الثلاثاء فوزا في ولايات كان الديمقراطيون يحظون بالتأييد فيها فانتزعوا مقعدا في مجلس الشيوخ في نورث كارولاينا. وكسبوا معارك صعبة أخرى مثل سباق الى مجلس الشيوخ في ولاية كانساس في حين اكتسحوا عددا من السباقات على منصب الحاكم في ولايات مؤيدة للديمقراطيين ومنها ولاية إيلينوي موطن أوباما.
وفي المنافسة على المقاعد المتأرجحة في مجلس الشيوخ حقق الجمهوريون الفوز بكل تلك المقاعد تقريبا والتي يتراوح عددها بين ثمانية وعشرة.
وكان الجمهوريون بحاجة إلى ستة مقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ المؤلف من مئة مقعد. وبحلول الساعات الأولى لصباح الأربعاء كانو قد فازوا بسبعة مقاعد.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)