بوجوتا، 25 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): عرضت الحكومة الأمريكية تعاونها للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر بين فنزويلا وكولومبيا والذي تتركز حوله قمة اتحاد أمم أمريكا الجنوبية (أوناسور) التي تعقد خلال الأسبوع الجاري.
في تصريحات للصحافة الثلاثاء، ذكر تشارلز لوما أوفرستريت، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده تتخوف من "التصريحات الجهورية" لفنزويلا وتبدي استعدادها للتعاون بهدف التوصل إلى حل سلمي للخلافات، "إذا لزم الأمر".
وأكد المتحدث الرسمي ان من مصلحة كافة دول القارة تتمثل في دفع الاستقرار والتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات عبر الحوار.
وجاءت تصريحات لوما أوفرستريت ردا على شكاوي كولومبية من "صمت" حلفائها إزاء الأزمة الناشبة بينها وبين فنزويلا والتي ترجع بشكل رئيسي إلى الاتفاق الموقع بين واشنطن وبوجوتا، والذي يتيح انتشار قوات أمريكية في 7 قواعد عسكرية كولومبية لمكافحة المخدرات وإرهاب الجماعات المسلحة والذي تعتبره فنزويلا "تهديدا مباشرا لها".
وقد تصاعدت حدة التوتر بين البلدين الجارين إلى حد قيام الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بمطالبة العسكريين ومواطني شعبه بـ"الاستعداد للحرب" التي قد تشنها الولايات المتحدة على بلاده من كولومبيا.
ومن جانبه شدد المتحدث الرسمي أن الولايات المتحدة "ليس لديها أي نوايا عدائية ضد فنزويلا أو أي دولة أخرى"، مؤكدا أنها تسعى للحفاظ على السلام في المنطقة عبر الحوار.
وكان ممثلو القطاع الخاص في كولومبيا قد انتقدوا صمت الولايات المتحدة تجاه النزاع مع فنزويلا الذي ألحق أضرارا جسيمة بالعلاقات الثنائية الدبلوماسية والسياسية، وأيضا التجارية خاصة بعد إصدار شافيز أوامره في أغسطس/آب الماضي بـ"تجميد" كافة العلاقات مع كولومبيا، احتجاجا على توقيع الاتفاقية العسكرية مع واشنطن.
ويتركز التوتر على الأخص بالمنطقة القريبة من الحدود المشتركة بين فنزويلا وكولومبيا التي تمتد لألفي كلم ووقعت بها مؤخرا العشرات من حوادث القتل كما قام افراد من الحرس الوطني الفنزويلي بقصف جسرين للمشاه يربطان بين الدولتين.
وجدير بالذكر أن محامي الشعب في كولومبيا بولمار بيريث أصدر تقريرا الثلاثاء أدان فيه ما أسماها بـ"الروابط السلمية" بين الجماعات المتمردة الكولومبية والقوات العسكرية الفنزويلية على الحدود بين البلدين.
وأشار بيريث في بيان إلى أن الأزمة بين البلدين تسببت في عودة ما يقرب من 7 آلاف كولومبي إلى البلاد خلال الشهرين الماضيين.
وينتظر أن يصبح النزاع الكولومبي الفنزويلي محور محادثات قمة وزراء الخارجية والدفاع باتحاد امم أمريكا اللاتينية (أوناسور) التي تستضيفها الإكوادور الجمعة المقبل.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو في بيان صحفي أن كاراكاس ستطرح خلال القمة أدلة على تسلل الجماعات شبه العسكرية الكولومبية إلى أراضيها، ومحاولتها زعزعة استقرار بلاده.
ورأى الوزير أن اجتماع أوناسور سيبحث المشكلات التي تسببها كولومبيا باعتبارها "المنتج الأولى للمخدرات عالميا ومهربها الأول إلى الولايات المتحدة".
وكان النزاع الفنزويلي-الكولومبي قد أثير في أوناسور لأول مرة خلال قمة طارئة لزعماء الدول الأعضاء انعقدت في 28 أغسطس/آب الماضي في الأرجنتين. (إفي)