سجل الحساب الجاري في كوريا الجنوبية الفائض العاشر له على التوالي خلال شهر تشرين الثاني ليثبت أن الاقتصاد الكوري الجنوبي قد وجد طريقه إلى الانتعاش مدعوما بتحسن الصادرات و التي تعتبر الداعم الأول للاقتصاد الكوري الجنوبي.
ظهر الحساب الجاري في كوريا الجنوبية اليوم عن شهر تشرين الثاني ليظهر فائض بقيمة 4277.7 مليون دولار مقارنة مع الفائض السابق الذي كان بقيمة 4944.6 مليون دولار و الذي تم تعديله إلى فائض بقيمة 4757.3 مليون دولار.
أظهرت بيانات اليوم أن الفائض في ميزان البضائع جاء بقيمة 4842 مليون دولار خلال شهر تشرين الثاني بعد أن تم تعديل القراءة السابقة لتظهر بقيمة 5675 مليون دولار بعد أن كانت بقيمة 5722 مليون دولار.
الاقتصاد الكوري الجنوبي هو أحد الاقتصاديات الرئيسية التي استطاعت أن تتجنب الركود الاقتصادي عندما سجلت نمو بنسبة 0.1% خلال الربع الأول، وقد استطاعت أن تجد الطريق الصحيح للتعافي و الذي دعمته بخطة تحفيزية وصلت إلى 67 تريليون وون أعلنت عنها الحكومة الكورية.
صادرات كوريا الجنوبية من أشباه الموصلات و البتروكيماويات و السيارات ساعدت الاقتصاد أن يستمر في النمو خلال الربع الثاني و الثالث من هذا العام، خاصة مع تحسن الطلب العالمي بعد أن أعلنت الحكومات العالمية عن المزيد من الخطط التحفيزية لمساعدة انتعاش الطلب في الأسواق المختلفة، و الجدير بالذكر أن الناتج المحلي الإجمالي في كوريا الجنوبية قد نما بنسبة 3.2% خلال الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني.
هذا وقد أعلن البنك المركزي الكوري الجنوبي عن توقعاته خلال عام 2010 أن الحساب الجاري سيصل إلى 43 بليون دولار خلال هذا العام، قبل أن يتقلص إلى 17 بليون دولار بحلول عام 2011 . من ناحية أخرى توقعت الحكومة الكورية أن الفائض في الحساب الجاري سينكمش إلى 15 بليون دولار خلال عام 2010 من 42 بليون دولار سجلها خلال عام 2009 .
خلال الـ 11 شهر الماضية سجل الفائض في الحساب الجاري في كوريا الجنوبية 41.2 بليون دولار كما أشارت إحصائيات البنك المركزي الكوري، لذا من المتوقع أن تصل إحصائيات العام كاملا إلى 43 بليون دولار.
ارتفعت الصادرات بنسبة 5.1% خلال الربع المنتهي في شهر أيلول ليتبع هذا ارتفاعا بنسبة 14.7% خلال الربع السابق له. التحسن الذي ظهر في قطاع الصادرات ساعد الصانعين على تحقيق أرباح خلال الفترة الماضية بعد الخسائر التي سجلتها في الربع الأول من العام، حيث قد سجلت شركة هيونداي أكبر شركات صناعة السيارات في كوريا صافي دخل بقيمة 797.2 بليون وون خلال الربع المنتهي في شهر أيلول.
أيضا بيانات اليوم أظهرت أن العجز في الخدمات التي تقيس الناتج من رحلات السفر و تكاليف النقل و الحقوق قد جاءت بقيمة 1.7 بليون دولار خلال الشهر الماضي مقارنة مع 1.3 بليون دولار تم تسجيلها في شهر تشرين الأول.
أما عن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي فقد توقع أن يسجل الاقتصاد نمو بنسبة 5% خلال العام المقبل بعد أن نما بنسبة 0.2% خلال هذا العام. وتأتي هذه التوقعات وسط التحسن الذي شهد في الصادرات و القطاع الصناعي إلى جانب ارتفاع استثمارات الشركات و الإنفاق الخاص و الذي جعلنا في انتظار المزيد من البيانات المتفائلة عن الاقتصاد الكوري الجنوبي.