أكد خبراء الإقتصاد والمحللون الاقتصاديون حول العالم أن ما يزيد على 83 في المائة مختصين من شركات ومؤسسات حول العالم، يعتبرون القرصنة خطراً حقيقياً مؤثراً في شركاتهم ومؤسساتهم؛ معتبرين أنها "تكبّدهم مزيداً من التكاليف المختلفة على كافة الأصعدة، وتتسبب بمشكلات في خدمات العملاء، إلى جانب المخاطر البيئيّة والتحديات المتعلقة بسلامة وحماية طواقم البحارة.
كما أجرى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" مسحا بين أن20 في المائة من المشاركين في المسح أكدوا أنهم كانوا ضحايا فعليين لعمليات القرصنة المنظّمة والمباشرة، بينما يعتقد 53 في المائة منهم أن الهجمات ستواصل ارتفاعها بمرور الوقت إذا لم يتم بذل جهود تذكر أو التدخل لإيجاد حل ناجع وفاعل لهذه المشكلة.
وقد سجلت عمليات القرصنة البحرية اليوم مستويات غير مسبوقة مع توسيع القراصنة نطاق هيمنتهم وعملياتهم ابتداءً من السواحل الشرقية لإفريقيا، ووصولاً إلى مدخل الخليج العربي ومنطقة الساحل الهندي، وإلى جانب توسيع نطاقهم الجغرافي، يتبع القراصنة اليوم طرقا مختلفة وأساليب معقدة للهجوم على السفن والقيام بمختلف أنشطة القرصنة البحرية.
كما أكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام لـ الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"، أن اختطاف القراصنة حاليا للسفن الكبيرة... يمثل تطوراً خطيراً يزيد الأمور تعقيداً وصعوبة، وأضاف قائلا "تعتبر ناقلات البترول والمنتجات الكيماوية الأهداف الأكثر سهولة بالنسبة للقراصنة؛ فهي تسير من منطقة الخليج إلى البحر الأحمر محمّلة بالكامل، مما يجعلها بطيئة السرعة وأكثر انغماراً بالمياه، مما يجعلها بالتالي هدفاً سهل المنال للقراصنة؛ ومع الأسف باتت جميع السفن اليوم أهدافاً محتملة لعمليات القراصنة"، قبل أن يضيف "إلى جانب أثرها السلبي على السفن بشكل عام، تتسبب عمليات القرصنة في تأثيرات اقتصادية سلبية يمكن تلمسها على امتداد سلسلة القيمة الرأسية في قطاع النقل البحري، وأي قطاع آخر يعتمد الخليج العربي ممرا لنقل البضائع الصادرة والواردة.
ومن الجدير بالذكر أن عمليات وأنشطة القرصنة قد تفشّت بشكل كبير في خليج عدن على طول سواحل إقليم بونتلاند الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق الصومال، ناهيك عن تعرّض كثير من السفن واليخوت إلى عمليات القرصنة والهجمات ضمن منطقة خليج عدن والبحر الأحمر بشكل عام.
ويقال أن عصابات القراصنة تشن هجماتها انطلاقاً من السواحل الشمالية للصومال في خليج عدن، وذلك نتيجة قرب هذه المنطقة من الساحل، وسهولة الوصول بسرعة إلى السفن العابرة لقناة السويس، وقد بلغت نسبة حوادث الاختطاف قبالة السواحل الصومالية 92 في المائة من مجموع حوادث الاستيلاء على السفن في العام الماضي. وعلى سبيل المثال، يتم عبور ما يزيد على 17 مليون برميل نفط يومياً عن طريق مضيق هرمز وتعبر نحو 30 ألف سفينة خليج عدن سنوياً.