كانبرا، 16 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في مبادرة أطلقت خصيصا لمواجهة القوة المتزايدة للصين في المنطقة، تعتزم الولايات المتحدة تكثيف وجودها العسكري في القطاع الشمالي لأستراليا، حسبما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد اليوم.
وجاء إعلان أوباما في مؤتمر صحفي عقب اجتماع ثنائي في كانبرا عقد لدى وصوله إلى أستراليا، في ثاني محطة بجولته في آسيا والباسيفيك.
وفي المؤتمر الصحفي، أشارت جيلارد إلى أن الاتفاق ينص على بقاء ما بين 200 و250 من قوات البحرية الأمريكية في شمال البلاد حتى منتصف عام 2012 بالتناوب لمدة ستة أشهر.
كما ستنشر الولايات المتحدة المزيد من الطائرات في القواعد الواقعة شمالي البلاد وستزيد إجراء المناورات المشتركة.
من جانبه، أكد أوباما أنه "بفضل هذه المبادرة، سنقوم بتعزيز دفاعنا المتبادل ودفاع هذه المنطقة بأكثر فاعلية".
وأوضح أن "هذا الاتفاق يوضح التزامنا الثابت والدائم تجاه منطقة" آسيا والباسيفيك.
وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية البيت الأبيض الخاصة بالمنطقة، في الوقت الذي يسعى فيه للتعاون مع الصين ومحاولة مواجهة القوة المتزايدة لذلك البلد عبر طرق تجارية ودبلوماسية وعسكرية.
وكان مستشار الأمن الوطني بالبيت الأبيض بن روديس قد صرح من قبل بأن الوجود العسكري الأمريكي "سيسمح للولايات المتحدة أن تعتمد على مزيد من التوازن الجغرافي في منطقة آسيا والباسيفيك والرد على مجموعة كبيرة من المصالح في المنطقة".
وتشعر الولايات المتحدة بقلق تجاه التوتر المتزايد في البحر الجنوبي بالصين وهي منطقة تعتبر استراتيجية لمصالحها لأنه عبر طرقها، تمر قرابة 1.2 تريليون دولار سنويا في صورة بضائع قادمة من الولايات المتحدة أو متجهة إليها.
ويذكر أن بكين أصبحت أكثر عدائية بشكل تدريجي في مطالباتها الإقليمية بالمنطقة حيث يتنازع على سيادتها أيضا بروناي وماليزيا والفلبين والهند وتايوان.
ولكن هذا الانتشار العسكري الكبير للقوات الأمريكية في أستراليا سيسمح ايضا بمزيد من السرعة في الانتشار حال وقوع كوارث طبيعية في المنطقة، وغيرها من الظروف.
وتنتشر غالبية القوات الأمريكية بآسيا والباسفيك في شمال المنطقة مما يبطيء من سرعة الاستجابة في الجنوب
وستكون هذه أقرب قوات عسكرية أمريكية جغرافيا من جنوب الصين، التي تشعر الولايات المتحدة بذعر من استثمارها العسكري الضخم خلال السنوات الأخيرة.
كما أن بقاء القوات في أستراليا يطرح بدائل أمام الولايات المتحدة عندما تستمر المفاوضات بين واشنطن وطوكيو حول مستقبل قاعدة فوتنما الواقعة جنوبي مقاطعة أوكيناوا باليابان.
وأكد أوباما أنه، رغم كل شيء، لا يريد استبعاد بكين، قائلا: "نرحب بصين قوية وسلمية".
وشدد أن "ما يقال حول أننا نخشى الصين أو نريد استبعادها خاطئ تماما"، وذلك قبل أن يؤكد أهمية أن "تحترم بكين قوانين اللعبة في كافة القضايا".
يشار إلى أن أوباما وصل اليوم إلى كانبرا في زيارة لأستراليا لمدة يوم ونصف، بعد أن اضطر لإلغاءها العام الماضي مرتين، إحداهما بسبب الإصلاح الذي كان يدفعه في قطاع الصحة بالولايات المتحدة، والأخرى بسبب التسرب النفطي في خليج المكسيك.
وسيلقي الرئيس الأمريكي غدا كلمة في البرلمان الأسترالي يستعرض فيها سياسته الخاصة بالمنطقة.
وبعد تفقده إحدى المدارس برفقة جيلارد، سينتقل إلى داروين، شمالي البلاد، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يزور هذه المنطقة.
وهناك، سيشارك أوباما برفقة رئيسة الوزراء الأسترالية في حفل تكريم لعناصر القوات البحرية الذين لقوا مصرعهم في الهجوم على المدمرة (يو إس إس بيري) خلال الحرب العالمية الثانية.
وكانت المدمرة في داروين عندما غرقت في 19 فبراير/شباط 1942 بعد قصف شنته طائرات يابانية ولقي فيه 80 أفرادها مصرعهم فيما أصيب 13 آخرون بجروح. (إفي)