وجاء مؤشر ADP للتغير في للوظائف في الولايات المتحدة الامريكية ليسبق التقرير الأهم نسبياً، وهو تقرير الوظائف الأمريكي، والذي سيصدر يوم غد الجمعة، والذي من المتوقع أن يظهر "اعتدال" عملية التوظيف في الولايات المتحدة، في حين من المحتمل أن ترتفع معدلات البطالة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر لتصل إلى 7.9%، بالمقارنة مع معدلات البطالة خلال أيلول/سبتمبر والتي بلغت 7.8%.
وهنا نشير إلى أن معدلات البطالة المرتفعة لا تزال المعضلة الكبرى التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، حيث أن هذه المعضلة تحد من مستويات الدخل وبالتالي تنعكس على مستويات الإنفاق لدى المستهلكين، الأمر الذي يؤثر سلباً على نمو الاقتصاد الأمريكي، وذلك باعتبار أن إنفاق المستهلكين يمثل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
كما وأظهرت المؤشرات الفرعية داخل التقرير الصادر اليوم أن الشركات الصغيرة نجحت في خلق 50 ألف وظيفة، في حين خلقت الشركات المتوسطة حوالي 27 ألف وظيفة، إلا أن الشركات الكبرى نجحت في خلق 81 ألف وظيفة، وذلك خلال فترة إعداد التقرير.
وهنا نؤكد على أن الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي لا تزال ضعيفة نوعاً ما وذلك وسط الضعف الجاري في الأنشطة الاقتصادية وفي محتلف القطاعات الرئيسية في الولايات المتحدة، مما قاد البنك الفدرالي الأمريكي إلى إقرار جولة ثالثة من خطط التخفيف الكمي (التيسير الكمي) مؤخراً.
وفي حال لم تتراجع معدلات البطالة ضمن وتيرة ملحوظة وقوية فإننا لا نعتقد أن مرحلة التعافي سيكون لها المكان والسرعة للتشكل في الساحة الاقتصادية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن النمو سيأخذ مجراه بشكل أفضل خلال العام المقبل، ولكن لا زلنا نعتقد بأن معدلات البطالة ستبقى ضمن المستويات العليا خلال الفترة القادمة من هذا العام وبداية العام المقبل.