ينتظر المستثمرين قرار البنك الأوروبي بفارغ الصبر، إذ من المقرر أن يعلن عن قراره بشأن سعر الفائدة و الذي يتوقع أن يبقى كما هو ودون تغير ليظل عند مستوى 0.75% للشهر الخامس على التوالي بعد أخر تخفيض له في يوليو/تموز السابق، إذ من المتوقع أن يبقى معدل الايداع عند مستويات 0.0% و معدل إعادة التمويل فمن المتوقع أن يبقى هو أيضا عن مستويات 1.50%.
ان تثبت سعر الفائدة المرجعي اليوم هو الخيار الأمثل الذي سوف يدعم مستويات النمو المنكمشة في المنطقة وسط معدلات التضخم المسيطر عليها، وخاصة مع ظهور علامات لتحسن الشعور العام في الأسواق بعد الموافقة الأوروبية على منح اليونان أموال الإنقاذ و تقدم جزء من خطة الإنقاذ لأسبانيا لإعادة رسملة البنوك.
تعاني الاقتصاديات الأوروبية السبعة عشر من ضعف عام في أداء المنطقة أوقعها في انكماش بنسبة 0.1% خلال الربع الثالث، و هذا بعد الانكماش الواضح في أداء الأنشطة الاقتصادية المختلفة( القطاع الخدمي ، و الصناعي) اللذان واصلا انكماشهما خلال الشهر الماضي للمرة التاسعة على التوالي.
يواجه اقتصاد منطقة اليورو ارتفاعا كبيرا في معدلات البطالة في البلاد ارتفع خلال تشرين الأول إلى 11.7% لمستويات تاريخية عليا جديدة، نعم، ان هذا الضعف الذي أصاب منطقة اليورو بعد السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومات لاحتواء أزمة الديون الأوروبية
من المتوقع اليوم أن يترك محافظ البنك المركزي الأوروبي الباب مفتوحا لاحتمالية خفض أسعار الفائدة خلال العام القادم، و خاصة و إذا قام اليوم بتخفيض التوقعات المستقبلية للنمو خلال الفترة القادمة، إذ من المقرر اليوم ان يقدم لنا دراغي التوقعات المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي حيال معدلات النمو و التضخم.
من المقرر اليوم أن يقدم البنك المركزي الأوروبي التوقعات الأولى للعام 2014 خلال التقرير الربع سنوي لتقييمات البنك، تتزايد التوقعات بأن البنك سوف يخفض توقعات النمو للعام 2013 إلى 0.0% مقارنة بالتوقعات الماضية في أيلول / سبتمبر بنمو بنسبة 0.5%.
أما عن التوقعات المرتبطة بالتضخم فالتوقعات الأخيرة للبنك المركزي تدور حول بقاء مؤشر أسعار المستهلكين فوق 2.0% خلال العام القادم، كان معدل التضخم في المنطقة قد انخفض بشكل حاد خلال تشرين الثاني إلى 2.2% من 2.5% ، و أن مواصلة انخفاض معدلات التضخم في المنطقة دون المستويات المستهدفة للبنك عند 2.0% سوف يدعم التوقعات بقيام البنك بخفض أسعار الفائدة خلال العام القادم خاصة في حال تعمقت مرحلة الركود الاقتصادي في المنطقة بوتيرة أكبر.
المعطيات الراهنة في منطقة اليورو تدعم جميع التوقعات بقيام البنك بمزيد من السياسات التحفيزية خلال الفترة القادمة، إلا أن هذه السياسات من المحتمل ان تكون خلال العام القادم، إذ من المتوقع ان يعيد البنك تفعيل برنامج منح القروض طويلة الأمد بأسعار فائدة زهيدة كما فعل ذلك في كانون أول 2011 بجولتين تقدرا بحوالي تريليون يورو.
قام البنك المركزي الأوروبي في السادس من أيلول بإقرار عملية السوق المفتوحة للسيطرة على الارتفاع في العائد على السندات الحكومية للبلدان الأوروبية المتعثرة، و لذلك لا بد للبنك من التريّث قبل التقدم بأي خطوة خاصة بعد برنامج شراء السندات من الحكومات الأوروبية المتعثرة بوساطة من آلية الاستقرار الأوروبي التي أطلقها الوزراء الأوروبيين في قمة الاتحاد الأوروبي الماضية في تشرين الأول.
أما عن البنك البريطاني فالتكهنات قوية جدا بقيام البنك المركزي البريطاني بتثبيت سعر الفائدة المرجعي عند مستويات 0.50% و برنامج شراء الأصول عند مستويات 375 مليار جنيه الجاري، بعد أن استطاعت بريطانيا في الربع الثاني تسجيل مستويات نمو بنسبة 1.0% على المستوى الربع السنوي و بنسبة 0.0% على المستوى السنوي و لتنهي بذلك المملكة المتحدة ثلاثة أرباع متتالية من الوقوع في دائرة الانكماش.
بالتالي أن بيانات النمو الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة تدحض التوقعات بتحرك المركزي البريطاني هذا الشهر بتوسيع برنامج شراء الأصول، و لكن لا بد من التذكير مجددا بأن معدلات النمو الراهنة بدعم من عوامل مؤقتة، إذ اعادنا البنك المركزي البريطاني للواقع بتوقعاته بالعودة إلى دائرة الركود الاقتصادي خلال الربع الرابع,
عاد العضو المعارض ديفيد مايلز إلى معسكر المعارضين على مستويات برنامج شراء الأصول، فقد صوت خلال قرار الفائدة الماضية على رفع البرنامج بمقدار 25 مليار جنيه ليصبح البرنامج عند 400 مليار جنيه ، و هذا التصويت من مايلز سوف يفتح الطريق لمعارضة عدد أكبر من الأعضاء في اللجنة على السياسة النقدية التي يتبعها البنك البريطاني.
عزيزي القارئ، أن بقاء البنوك المركزية في القارة العجوز عند موقفها من السياسة النقدية سوف يدعم أسواق العملات و الأسهم الأوروبية، و لكننا سوف نبقى نتطلع للمؤتمر الصحفي لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بعد خمس و أربعون دقيقة من قرار الفائدة لعله يشحن الأسواق المالية بدفعة من الأمل و التفاؤل.