طرابلس (رويترز) - عبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها يوم الاثنين من الاحتجاز التعسفي للمهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، إلى جانب ما وصفته بتصاعد مقلق للخطابات التي تحض على الكراهية والعنصرية.
وقالت البعثة إن السلطات الليبية ألقت القبض على آلاف الرجال والنساء والأطفال من الشوارع ومنازلهم، أو في أعقاب مداهمات على معسكرات ومستودعات تابعة لمهرِّبين.
وأشارت إلى أن عددا كبيرا منهم، من بينهم أطفال ونساء حبلى، محتجزون في أماكن مكتظة وغير صحية، مضيفة أن آلافا آخرين، بعضهم دخل ليبيا بشكل قانوني، طُردوا بصورة جماعية.
وكانت سلطات شرق ليبيا قد رحلت الأسبوع الماضي آلاف المهاجرين إلى مصر، مما جعلهم يعبرون الحدود سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام. وبدأت شرطة الهجرة تنتشر في طرابلس في الآونة الأخيرة حول أحد الطرق الرئيسية حيث يتجمع العديد من المهاجرين يوميا سعيا لكسب العيش.
ورغم انعدام الأمن في ليبيا التي تشهد نزاعا سياسيا على السلطة وسيطرة الفصائل المسلحة على معظم الأراضي، فإن البلاد تضم نحو نصف مليون مهاجر. يسعى البعض للسفر إلى أوروبا، والبعض الآخر للعمل في المجالات الاقتصادية التي تقوم على النفط.
وسافر رئيس وزراء حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة وقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر مؤخرا إلى روما حيث تسعى رئيسة الوزراء جورجا ميلوني للحد من عبور المهاجرين إلى إيطاليا.
وفي شرق ليبيا، قالت السلطات يوم الاثنين إنها احتجزت 20 مواطنا من بنجلادش على متن قارب بينما كانوا يحاولون العبور بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، مشيرة إلى أنها اتخذت جميع الإجراءات القانونية بحقهم.
وقال محمد إسماعيل (48 عاما)، وهو سوداني يعمل في مجال المعادن وصل إلى ليبيا بشكل غير قانوني، إنه تعرض لمعاملة وحشية من جانب المهربين، لكنه قام بتسوية وضعه مع السلطات. وأضاف أنه يشعر بالقلق بسبب تقارير الترحيل.
وفي مدينة طرابلس غرب البلاد، قال سباك مصري طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من ملاحقته إن عددا من أصدقائه تعرضوا للاحتجاز.
وقال "أنا خائف من الاعتقال والاختطاف والاحتجاز من أجل الحصول على فدية والترحيل القسري ... من الصعب البقاء على قيد الحياة في ليبيا".
ولم ترد حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والسلطات المحلية في شرق ليبيا بعد على طلبات للتعليق على بيان بعثة الأمم المتحدة.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)