صدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم تقرير الميزان التجاري عن شهر نيسان/ ابريل والذي أظهر تقلص العجز في الميزان بأفضل من التوقعات وذلك في خضم انخفاض الدولار الأمريكي خلال الفترة نفسها، إلا أن تقلص العجز لم يكن كبيرا على ضوء الضعف الجاري في الأنشطة الاقتصادية مؤخرا، في حين أشار تقرير طلبات الإعانة ارتفاعا باسوأ من التوقعات خلال الأسبوع الماضي.
حيث بالنسبة للبيانات الرئيسية الصادرة فقد صدر تقرير الميزان التجاري ليظهر تقلص العجز خلال نيسان/ ابريل إلى 43.7 مليار دولار أمريكي مقارنة بالعجز السابق الذي تم تعديله إلى 46.8 مليار دولار وبأفضل من التوقعات التي أشارت إلى عجز بمقدار 48.8 مليار دولار أمريكي.
وبالنظر إلى المؤشرات الفرعية داخل التقرير نجد بأن واردات النفط الخام الأمريكية انخفضت خلال نيسان/ ابريل بنسبة 14.5% مقابل 21.8% كارتفاع، ليصل معدل سعر البرميل الواحد خلال الشهر نفسه إلى 103.18 دولار أي مرتفعا بمقدار 6.59 دولار أمريكي مقابل 93.76 دولار أمريكي.
ونركز هنا عزيزي القارئ بأنه أثر ضعف الدولار الامريكي خلال شهر نيسان/ ابريل على الميزان التجاري، ناهيك عن ضعف الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ونشير بأن تقرير أسعار الواردات السابق الذي صدر عن شهر آذار/ مارس أشار إلى ارتفاع أسعار الواردات الأمريكية بنسبة 2.7% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 1.4%، واضعين بعين الاعتبار أن اسعار الواردات النفط الخام ارتفع بنسبة 10.5% مقابل 4.0% فقط، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار واردات الأغذية بنسبة 4.2% مقابل 0.7% فقط.
مشيرين عزيزي القارئ إلى أن ارتفاع أسعار النفط الخام على مدار الأشهر الأولى من هذا العام اثرت على واردات النفط الخام، هذا بالإضافة إلى ضعف الأنشطة الصناعية والخدمية في الولايات المتحدة خلال شهر نيسان/ ابريل، مشيرين أيضا من الناحية الأخرى بأن أزمة الكارثة اليابانية أثرت أيضا على واردات النفط الأمريكية من اليابان لتنخفض بشكل حاد مؤخرا، مؤثرة على مجمل الواردات.
وبالانتقال إلى القطاع الأكثر نزيفا بين القطاعات ألا وهو قطاع العمالة الأمريكي، فقد صدر عنه اليوم تقرير طلبات الإعانة الأمريكي والذي أظهر ارتفاع في الطلبات إلى 428 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في الرابع من حزيران مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 426 ألف طلب وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 419 ألف طلب.
مشيرين إلى أن السيد برنانكي بالإضافة إلى تقرير كتاب بيج الذي صدر أمس أشارا إلى أن الاقتصاد الأمريكي واجه تباطؤا في أنشطته خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأوضاع بالإجمالي تتحسن بوتيرة بطيئة وتدريجية، الأمر الذي يشير بأن مرحلة التعافي لا تزال قائمة ولكن ضمن مرحلة بطيئة وتدريجية.
وأخيرا نشير بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بعيدا عن تحقيق التعافي التام من المرحلة الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث من المؤكد سيلزمه المزيد من الوقت ليستقر ويصل إلى بر الأمان، والذي من المتوقع حدوثه بشكل نسبي مع قدوم العام 2012...