investing.com - إن فقاعات العملات الرقمية هي عبارة عن توقع لانهيار يحدث في سوق التشفير، ويقوم بهذه التوقعات العديد من الخبراء في الأسواق المالية والإقتصادية على مر السنين. وغالبا ما تكون هذه الفقاعات مدفوعة بزيادات غير مستدامة في الأسعار التي تكون بسبب تفاؤل الناس المفرط حول أحدى الأصول، ويندفع الناس لشراء العملة وعندما تنفجر الفقاعة يتكبدون خسائر مهولة.
ومن ضمن الأمثلة على الفقاعات في الأسواق المالية العالمية، هي فقاعة الدوت كوم التي حدثت في أوائل الألفينات، آنذاك كان يتم إصدار المواقع الإلكتروني بوتيرة سريعة وتم ضخ الأموال في مشاريع مختلفة، وبمجرد انفجار فقاعة البيتكوين فقد السوق حوالي 5 تريليون دولار، لتعد واحد من أكبر الفقاعات التي انفجرت ضررا حتى الآن.
إن إحدى المشكلات الرئيسية في كيفية رصد فقاعة العملات الرقمية تتمكن في صعوبة تحديد الفقاعة قبيل انفجارها، وبالتالي فهناك صعوبة كبيرة في تجنب الأضرار للمستثمرين والمتواجدين في السوق. ومع ذلك فإن أحيانا بعض المشاريع تتدعي كونها فقاعة عندما لا تكون كذلك، مثل ما حدث في 2012 عندما أعلنت "أبل" عن وجود فقاعة في أسهمها بوصول سعر السهم إلى 100 دولار، ولكن حتى يومنا هذا لم تنفجر هذه الفقاعة المزعومة.
وبالعودة إلى فقاعات العملات الرقمية، فإن أشهرها تلك الخاصة بالبيتكوين، إذ تكهن العديد بهذه الفقاعة ومن ضمنهم عضو في البنك المركزي الأوروبي الذي صرح أن البيتكوين عديمة القيمة وهي على حافة الانهيار.
وبالفعل في أواخر العام الماضي، تراجع سعر البيتكوين إلى مستوى 3400 دولار، واعتقد الجميع أن هذه هي نهاية الفقاعة وانفجارها، وخاصة الأسواق المالية التقليدية التي تتسارع إلى إعلان الفقاعات وانفجارها في عالم العملات الرقمية، ولكن البيتكوين خالفت توقعاتهم وعادت للمسار الصعودي مرة أخرى.
وللفقاعات جانب إيجابي على سوق التشفير، فهي تشجع المستثمرين على التفاؤل ويقومون بضخ مزيدا من الاستثمارات خوفا من تجنب تحقيق المكاسب، وبالتالي يمولون المسار الصعودي في السوق، مثل ما حدث في عملة البيتكوين عندما ارتفعت لمستويات قياسية في أواخر عام 2017 وبلغت حوالي 20.000 دولار.
أما عن أسباب انفجار الفقاعات في العملات الرقمية، فهناك مجموعة من العوامل، أهمها فقدان الاهتمام بالعملة الرقمية، إذ يمكن أن تنفجر الفقاعة وقت إدراك المستثمرين القيمة الفعلية للعملة الرقمية وبالتالي انسحابهم من الاستثمار فيها والسعي إلى التخلص منها، مما يولد ما يسمي بعمليات البيع واسعة النطاق، وينتشر الذعر في السوق لتبدأ موجة حادة من الانهيار.