لندن، 10 مايو/آيار (إفي): أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اليوم الاثنين أنه سيستقيل من منصبه كرئيس لحزب العمال في سبتمبر/أيلول القادم، في خطوة اعتبرت تمهيدا لإنشاء ائتلاف حكومي مع الديمقراطيين الأحرار.
وأعلن براون أيضا أن حزبه سيبدأ مفاوضات رسمية مع الديمقراطيين الأحرار لتشكيل حكومة جديدة.
وقال براون في مؤتمر صحفي من مقر الحكومة أنه سيواصل مؤقتا شغل منصبه كرئيس للحكومة لحين الانتهاء من المشاورات بين الأحزاب لتحقيق الأغلبية البرلمانية لضمان تشكيل حكومة.
وعلى الرغم من كون الديمقراطيين الأحرار الحزب الثالث في عدد الأصوات، بعيدا عن الحزبين الآخرين، فان عدم حصول المحافظين على الأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي أعطى لهم الفرصة للمشاركة في الحكومة المقبلة.
وفي هذا الإطار وإزاء الأشخاص الذين يتهمونه من بين المحافظين بمواصلة مهامه كرئيس للوزراء برغم خسارته في الانتخابات، أوضح براون للمحافظين أنها تمثل "نظام برلماني وليس رئاسي" وأن واجبه الدستوري هو "مواصلة مهامه في رئاسة الحكومة طالما تقوم الأحزاب باستغلال الخيارات لتشكيل حكومة يمكن أن تحظى بدعم الأغلبية".
ودافع براون اليوم عن إمكانية التوصل إلى اتفاق، عند التأكيد على انه "توجد أغلبية تقدمية في بريطانيا" وان "تشكيل حكومة ائتلافية تقدمية يمكن أن يكون شيئا في صالح البلاد بأسرها".
وأعرب الزعيم العمالي عن نيته في عدم مواصلة مهام منصبه "أكثر من الوقت الضروري حتى أتأكد من أن الطريق للنمو الاقتصادي مضمون وان عملية الإصلاح السياسي تتقدم بسرعة".
وكان حزبا المحافظين، بزعامة ديفيد كاميرون والديمقراطيين الأحرار، بزعامة نيك كليج، قد استأنفا محادثاتهما اليوم للتوصل إلى اتفاق للمشاركة في الحكم بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت الأسبوع الماضي.
وأوضح براون أن نيك كليج أعرب له عن رغبته في بدء محادثات رسمية مع حزب العمال.
ويحاول المحافظون والأحرار التوصل إلى اتفاق من أجل تشكيل أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ سبعينيات القرن الماضي.
ولكن سيواجه كل من كاميرون وكليج مشكلات نظرا للاختلاف الكبير في الأفكار والبرامج بين حزبيهما ورفض القبول بتنازلات كبيرة.
ويعد الليبراليون أقرب فكريا للعمال من المحافظين، إلا أن البعض يعتقد أن كليج سيرفض العمل تحت سلطة براون، مما دفع البعض داخل حزب العمال للحديث عن رحيل براون وتولي سياسي آخر من العمال رئاسة الحكومة الجديدة حال التوصل إلى اتفاقية مع الكتلة الثالثة بالبرلمان.
وفاز حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي أجريت في بريطانيا الخميس الماضي، بحصوله على 306 مقاعد مقابل 258 لحزب العمال الحاكم و57 لليبراليين الديمقراطيين، بعد الانتهاء من فرز الأصوات.(إفي)