تورونتو، 26 يونيو/حزايرن (إفي): اختتمت قمة مجموعة الثماني أعمالها اليوم والتي تم خلالها بحث المشاكل الامنية في العالم وكيفية مواجهةالتغير المناخي ومساعدات التنمية، في محاولة للعب دور أكبر أمام تزايد تأثير مجموعة الـ20.
وقال رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر "هذه كانت القمة التي تم فيها إعادة تصميم مجموعة الثماني" لدى إعلانه اختتام الاجتماع الذي عقد في مدينة موسكوكا، على بعد 200 كلم من تورونتو.
وبدا هاربر فخوار بما تم تحقيقه خلال القمة التي تم خلالها بحث بعض القضايا المشتركة بجداول أعمال زعماء الدول الاعضاء في الوقت الراهن مثل مساعدات التنمية ومطالب الشفافية ومسئولية الدول الغنية.
وانتهت أعمال قمة مجموعة الثماني قبل ساعات من انطلاق اجتماع مجموعة العشرين في تورونتو، الذي يعزز من دوره تدريجيا كمنتدى رئيسي لبحث الوضع الاقتصادي العالمي.
وتضم المجموعة الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة واليابان، وألمانيا وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا). ويمثل مجموع اقتصاد هذه الدول 65% من اقتصاد العالم.
ورد هاربر على اسئلة الصحفيين في ختام القمة قائلا "أشك بصراحة في إختفاء مجموعة الثماني"، مشيرا الى ضرورة وجود منتدى خاص ورسمي للدول ذات القدرة على تحريك الموارد.
وقال "اعتقد ان هناك اتفاق عام على وجود منتدى يحظى بمزيد من الرسمية ويمكن فيه للدول المتقدمة أن تتبادل آرائها، وتحرك الموارد، التي لا توفرها الدول الصاعدة في كثير من الاحيان".
ونحو التوجه إلى مرحلة جديدة تمنح قدرا كبيرا من التأثير، قررت مجموعة الثماني خلال القمة المساهمة بخمسة مليارات دولار لتحسين سبل رعاية الأمهات حديثي الولادة في دول العالم الثالث.
وأشارت المجموعة إلى أن هذه الاموال ستساعد على حماية قرابة 1.3 مليون طفل و 64 ألف أم حامل من مواجهة خطر الموت خلال السنوات الخمس المقبلة.
واعتبر البيان الختامي للقمة ان الازمة الاقتصادية تعرض التقدم الذي تم إحرازه بالنسبة للأهداف الانمائية للألفية للخطر، داعيا الدول "لتجديد التزاماتها" المالية مع برامج الأمم المتحدة ومكافحة الإيدز والملاريا ومرض السل.
وفي مجال مكافحة التغير المناخي، أبرزت مجموعة الثماني "دعما قويا للمفاوضات الجارية في إطار اتفاق الامم المتحدة الاطاري للتغير المناخي"، مطالبة الدول الصاعدة بالحد من انبعاثاتها الملوثة بنسبة 82% بحلول عام 2050".
كما دعا البيان الختامي للقمة لـ"إجراء المزيد من البحوث للتعرف على أضرار" التغير المناخي على الاقتصادي العالمي.
وعلى الرغم من هذا الجانب التضامني، الا ان قضايا تقليدية مثل الملفات النووية لإيران وكوريا الجنوبية والوضع في افغانستان والحصار الاسرائيلي على غزة، كان لها حضورا قويا في الاجتماع.
وأدانت مجموعة الثماني في البيان "انعدام الشفافية" في الأنشطة النووية لإيران، وهجوم كوريا الشمالية على بارجة جارتها الجنوبية "تشيونان".
وقال رئيس الوزراء الكندي "اختارت إيران وكوريا الشمالية الحصول على الاسلحلة التي تهدد جيرانهما"، مشددا ان على كلا البلدين الاختيار بين الحصول على السلاح أو كسب الاصدقاء.
واعتبرت مجموعة الثماني ان اعتداء بيونج يانج على البارجة الكورية الجنوبية "تشيونان" في شهر مارس/آذار الماضي "يشكل تحديا للسلام والأمن داخل وخارج المنطقة".
وكانت كوريا الشمالية قد نفت مسئوليتها عن الحادث وهددت بـ"الرد عسكريا" على اي قرار إدانة من قبل الأمم المتحدة، التي تسعى جارتها الجنوبية لاستصداره، بدعم من الولايات المتحدة.
وطالبت مجموعة الثماني في الوقت نفسه النظام الإيراني بـ"احترام سيادة القانون وحرية التعبير" بعد أن انتقدوا قمع احتجاجات المعارضة على الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، لتشكل وسيلة أخرى للضغط على طهران بعض فرض حزمة جديدة من العقوبات عليها في التاسع من الشهر الجاري.
ولكن كان الوضع أقل حدة مع إسرائيل، حيث عبرت مجموعة الثماني عن "بالغ أسفها" لوقوع خسائر بشرية في الهجوم الاسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية" التي كانت تسعى لإيصال المساعدات الى قطاع غزة في 31 من شهر مايو/آيار الماضي.
ورحبت في الوقت نفسه بلجنة التحقيق المستقلة التي أعلنت إسرائيل تشكيلها للتحقيق في الحادث، وكذلك بقرار تل أبيب تخفيف الحصار عن القطاع الفلسطيني.
وعلى الصعيد الافغاني، حثت مجموعة الثماني الرئيس حامد كرزاي على السعى نحو تحقيق إصلاحات قوية في مجالي القضاء والامن حتى تتمكن القوات الافغانية من تولي المهمة بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو).
واعتبر البيان ان المؤتمر المزمع عقده في كابول الشهر المقبل "فرصة هامة" أمام حكومة كرزاي للايفاء بالتزاماتها.
وعبرت مجموعة الثماني عن أملها في ان يقدم الرئيس الافغاني خطط مفصلة من أجل إصلاح النظام القضائي وإحراز تقدم في الوضع الامن خلال السنوات الخمس القادمة من أجل تولي المهمة الامنية في البلاد من (الناتو).(إفي)