واشنطن، 26 أغسطس/آب (إفي): سمح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحليق طائرات استكشاف في سماء سوريا، في خطوة يحتمل بأنها تمهد لشن هجمات مستقبلية على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وفقا لما ذكرته مصادر رسمية الاثنين لصحيفة (نيويورك تايمز) وشبكة (سي ان ان) الأمريكيتين.
وأشارت المصادر إلى أن أوباما قام باتخاذ هذا القرار خلال الأيام الماضية.
ومن المقرر أن تنفذ رحلات الاستطلاع الجوية بتشكيلة مكونة من مقاتلات مختلفة بينها طائرات بدون طيار وأخرى خاصة، حسبما ذكرت مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية لـ(نيويورك تايمز).
وقد تبدأ العمليات في "أي لحظة"، وفقا لتصريحات مسئولين رسميين لـ(سي إن إن).
ووفقا لـ(نيويورك تايمز) فإن هذه العمليات يحتمل بأنها تمهد لشن هجمات جوية قوية على معاقل التنظيم الجهادي في سوريا، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة منذ نحو أسبوعين بشن هجمات "انتقائية" على مواقع نفس التنظيم بشمالي العراق.
وأوضحت الصحيفة استنادا على تصريحات مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية، أن "رحلات الاستكشاف تعد خطوة هامة حيال العمل العسكري المباشر من جانب الولايات المتحدة في سوريا، وهو بمثابة تدخل قد يساعد على تغيير ساحة المعركة فيما يتعلق بالحرب الأهلية المستمرة منذ 3 أعوام في البلد العربي".
ووفقا لنفس المصادر فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "لا تنوي" إخطار نظام الرئيس بشار الأسد بتحليق هذه الرحلات الجوية الاستطلاعية.
يشار إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد فتح الباب أمس الاثنين أمام إمكانية قيام الولايات المتحدة بمهاجمة مواقع الجهاديين داخل حدودها، طالما كان هناك "تنسيق مسبق" مع سلطات البلد العربي.
ولن تكون هذه العمليات أول تدخل مباشر من جانب الولايات المتحدة في المجال الجوي السوري دون إذن من حكومة دمشق، حيث قامت قوة خاصة في يوليو/تموز الماضي بمحاولة لإنقاذ رهائن كانوا قيد الاحتجاز لدى الدولة الإسلامية إلا أن العملية باءت بالفشل.
وكان من بين هؤلاء الرهائن الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي قام التنظيم الجهادي بذبحه الأسبوع الماضي ونشر فيديو للواقعة عبر شبكة الإنترنت.
يشار إلى أن البنتاجون قد أوضح أمس في مؤتمر صحفي قبل الكشف عن هذه العمليات الجوية الاستطلاعية، أن ثمة تحضيرات تجرى لإتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ومن جانبه قال الكولونيل إد توماس، المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، إن البنتاجون يدرس عدة خيارات لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "عبر مجموعة متنوعة من الأدوات العسكرية التي تشمل شن هجمات جوية".
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، قد حذر الاسبوع الماضي من أن هزيمة الجهاديين تتطلب استراتيجية طويلة الأمد، لدى اعتباره أنه من المستحيل القضاء عليهم ما لم يتم مهاجمة قواعدهم في الأراضي السورية التي يعتبرون أكثر قوة فيها. (إفي)