احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

نساء يرفضن الإنجاب يواجهن عقبات اجتماعية وطبية في مصر

تم النشر 09/04/2023, 13:01
محدث 09/04/2023, 13:06
© Reuters.

من فرح سعفان

القاهرة (رويترز) - كانت مريم تستعد لعقد قرانها وحجزت موعدا مع طبيبة لأمراض النساء والتوليد في العاصمة المصرية القاهرة بعدما قررت هي وخطيبها آنذاك عدم الإنجاب والسعي للتعرف على وسائل منع الحمل المتاحة لهما.

تقول مريم "الدكتورة مكانتش راضية تقولي ممكن استخدم ايه"، وأوضحت أن السبب الرئيسي لارتباطها رسميا بزوجها هو "البحث عن الشراكة" وأنهما يعتقدان أن "إنجاب الأطفال ليس أمرا ضروريا".

بدأت الدعوات إلى عدم إنجاب أطفال تزيد في مصر مؤخرا وظهرت صفحات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة للناطقين باللغة العربية تضم آلاف المشاركين.

وتروج بعض هذه الصفحات لفكرة (اللاإنجابية) كطريقة حياة، وتدعو لعدم إنجاب الأطفال لأسباب منها ظروف المعيشة الصعبة والمشاكل الاجتماعية والأمراض والضغوط المختلفة التي قد يتعرض لها الأطفال في مصر.

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بلغ عدد المواليد في مصر، الدولة الأكثر سكانا في العالم العربي، 2.18 مليون في عام 2021. وكانت نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021 الذي أجراه الجهاز قد أظهرت انخفاض معدلات الإنجاب الكلي للمتزوجات في الفئة العمرية بين 15 عاما و45 عاما بنسبة 19.6 بالمئة عن عام 2014.

وطلبت النساء اللاتي تحدثن مع رويترز في هذا التقرير عدم ذكر أسمائهن لأسباب اجتماعية.

وتحدثن عن أنهن يواجهن ضغوطا من أسرهن وأصدقائهن وزملائهن في العمل الذين كانوا يتساءلون عن سبب هذا القرار، كما واجهن تشكيكا في قرارهن من مقدمي الرعاية الصحية.

وعلى الرغم من تلك التحديات، أظهرت نتائج المسح الصحي للأسرة ارتفاع نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى 66.4 بالمئة في عام 2021 مقابل 58.5 بالمئة في 2014.

بعد زواجها، لجأت مريم لخمسة متخصصين مختلفين في أمراض النساء والتوليد حتى تتمكن من تركيب لولب، وهو وسيلة لمنع الحمل طويلة الأجل مصنوعة من البلاستيك أو النحاس. ولكن في كل مرة قوبل طلبها بالرفض، وقيل لها إن استخدام اللولب يُفضل فقط مع النساء اللائي سبق لهن الإنجاب.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

وتقول أميرة عثمان وهي أستاذ مساعد في أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة إن حرمان النساء اللواتي لم ينجبن من تركيب اللولب هو "مفهوم خاطئ".

وأوضحت أنه باستثناء وجود حالة مرضية محددة، يمكن لأي امرأة استخدام هذه الوسيلة لمنع الحمل.

وفي مصر يتحدى الأزواج الذين يقررون عدم إنجاب الأطفال الأعراف الاجتماعية. وذكرت بعض النساء اللاتي تحدثن لرويترز أن بعض صديقاتهن أخفين حملهن عنهن "خوفا من الحسد" لاعتقادهن أنهن يعانين من مشاكل مرضية تحول دون القدرة على الإنجاب.

ووصفت هالة منصور أستاذة علم الاجتماع قرار عدم الإنجاب بأنه "نظرة محدودة" في وقت محدد من علاقة الزوجين لكنها تؤمن بأن "الاستمرارية الأسرية حق المجتمع" على كل أفراده.

وفسرت إخفاء بعض النساء حملهن عمن قررن عدم الإنجاب بأنه رد فعل متوقع، قائلة "أنا طالما ارتضيت لنفسي إن أنا أبقى في وضع غير مستساغ أو غير متعارف عليه اجتماعيا لازم أتوقع ردود أفعال بنفس الطريقة".

وأضافت أن قرار عدم الإنجاب مطلقا "لا يتماشى مع طبيعة الأسرة ووظائفها الاجتماعية والنفسية المتعارف عليه وفقا للعادات والتقاليد"، أما إذا كان قرارا "مرحليا" من أجل "تحسين الأوضاع" يصبح القرار مقبولا اجتماعيا.

وذكرت بعض النساء لرويترز أنهن أخفين قرار عدم الإنجاب عن الأهل لتفادي الضغوط الاجتماعية.

وتقول ندى، وهي متزوجة منذ ثمانية أعوام، إنه في بداية الزواج كانت تقدم إجابات "مبهمة" مثل "إن شاء الله، لما ربنا يسهل" لكن بعد مرور خمسة أعوام قررت الإفصاح عن قرارها لأهلها لكنها فوجئت أن والدتها تعمل على "ابتزازها عاطفيا" وتلح عليها من أجل أن تنعم بالأحفاد.

كما حكت بعض النساء عن تجاربهن المحبطة عند طلب المشورة الطبية لمنع الحمل.

تقول يمنى، التي تزوجت قبل سبع سنوات وهي مصممة أيضا على عدم الإنجاب "واجهنا ناس كتير حكمت علينا بشكل متسرع".

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

وأضافت أنه عندما كشفت عن قرارها لطبيبتها لتنصحها بأفضل وسيلة لمنع الحمل "قالتلي إنتي مجنونة وجوزك في أي لحظة هيتجوز عليكي عشان يخلف".

وذكرت ماجدة سليمان مديرة برنامج الحقوق والصحة الإنجابية بمركز قضايا المرأة المصرية أن مقدمي الخدمة الطبية في مصر يتأثرون بالثقافة العامة والعادات والتقاليد.

وأضافت "هو (الطبيب) مش قادر يفصل ما بين أنا قناعاتي إيه وإتربيت إزاي وما بين أنا مهنتي الطبية بتحتم عليا أوصل المعلومة إزاي".

وأكدت هانية الشلقامي،‭‭‭ ‬‬‬أستاذ باحث بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، على تأثر بعض الأطباء بالقيم المجتمعية المتعارف عليها وقالت "اللقاء الطبي خاضع لسلطة الطبيب. الطبيب مش شايف أنه بيقدم خدمة، هو المتحكم‭‭‭ ‬‬‬وبيخلط بين القيم والعلم. فا بينما أنا لازم أسمع كلام الطبيب لأن أنا مافهمش في الطب، لكن مش معنى ده اني أسمع كلامه في خياراتي الحياتية، هذا الخلط شائع للغاية".

وتتعدد الأسباب وراء قرار عدم الإنجاب.

بالنسبة ليمنى وزوجها تعتبر صدمات الطفولة أحد الأسباب الرئيسية. تقول يمنى عن زوجها "هو علاقته بوالده سيئة جدا وشايف إنه ممكن ما يقدرش يكون أب كويس".

بينما بالنسبة لآخرين مثل هبة، التي تزوجت منذ ثلاث سنوات، كانت المخاوف من القدرة على تحمل تكاليف تربية الأطفال "عاملا كبيرا".

وأضافت هبة أيضا أنها وزوجها اعتادا أن يعيشا حياة هادئة ويساورهما القلق من "الضغط الكبير الذي يضعه الأطفال على الآباء".

وتقول "أنا وزوجي نستمتع بوقتنا الخاص معا، ونشعر أننا سنفقد هذا الاستمتاع في حالة وجود أطفال".

(تحرير سها جادو للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

سياسة بناقص واحد
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.