من وليام جيمس
لندن (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في محاولة تدخل أخيرة مثيرة للجدل في السياسة الداخلية البريطانية إن بريطانيا قد تنتظر عشر سنوات قبل التوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة إذا ما اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأمضى أوباما -الذي تفصله تسعة شهور عن نهاية ولايته -الأيام الثلاثة الماضية في لندن في إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي في حين يستعد البريطانيون للإدلاء بأصواتهم بشأن ما إذا كانوا يريدون خروج بلادهم من التكتل في استفتاء يجرى يوم 23 يونيو حزيران.
وأشار أوباما إلى العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين ليحذر من أن ترك الاتحاد الأوروبي سيعتبر خطأ من وجهة النظر الأمريكية.
وقال أوباما في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)عندما سئل عن آفاق الاتفاق التجاري مع بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد "قد يستغرق الأمر خمسة أعوام أو عشرة أعوام قبل أن نتمكن فعليا من إنجاز الأمر."
وبذلك كرر أوباما تحذيره السابق الذي أطلقه يوم الجمعة من أن بريطانيا قد تجد نفسها "في نهاية الصف" عند توقيع اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة إذا تركت الاتحاد الأوروبي.
وأثارت زيارة أوباما وتدخله في الجدل الدائر بشأن الاتحاد الأوروبي استياء الحملة الداعمة للانسحاب من التكتل التي قالت مرارا إن البريطانيين يمكنهم التفاوض بسهولة في الاتفاقيات والتوصل لبنود أفضل خارج الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة.
ويأتي تحذيره بعد تدخلات كبيرة أخرى في الفترة الأخيرة ألقت الضوء على التأثير الاقتصادي السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد في حين تظهر استطلاعات الرأي أن قطاعا كبيرا من الرأي العام البريطاني بدأ يتحول باتجاه البقاء داخل الاتحاد.
وأضيفت صورة لأوباما إلى حملة المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد ووضع تحتها شعار يقول "أوباما يعتقد أن بريطانيا أقوى وهي داخل أوروبا."
وتريد هيلاري كلينتون التي تتقدم سباق الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح له في انتخابات الرئاسة الأمريكية أن تبقى بريطانيا داخل الاتحاد وفقا لما قاله فريق حملتها الانتخابية يوم السبت.
وانتقد بوريس جونسون رئيس بلدية لندن والقائد الفعلي للحملة الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشدة تصريحات أوباما بشأن التجارة.
وقال للنسخة الإلكترونية من صحيفة ديلي ميل يوم الأحد "من السخف التحذير من أن بريطانيا ستصبح في آخر الصف فيما يتعلق باتفاق التجارة الحرة." وأضاف "بريطانيا لم تتمكن من إبرام اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة على مدى 43 عاما مضت لأننا أعضاء في الاتحاد الأوروبي!".
وردا على هذا الانتقاد قال أوباما إن تدخله مبرر نظرا للعلاقة الخاصة بين البلدين وإنه يأمل أن ينجح في إقناع بعض الناخبين البريطانيين.
وقال "لن تتمكن بريطانيا من التفاوض على أي شيء مع الولايات المتحدة أسرع من الاتحاد الأوروبي. لن نتخلى عن جهود التفاوض على اتفاق تجاري مع أكبر شريك تجاري لنا وهي السوق الأوروبية."
وأشار إلى أنه يأمل في انتهاء محادثات اتفاقية الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي وهي اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل نهاية ولايته على الرغم من قوله إن الكونجرس قد لا يصدق على الاتفاق قبل مغادرته منصبه.
وغادر أوباما بريطانيا يوم الأحد متجها إلى ألمانيا حيث سيجري محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أحد أقوى حلفائه في مواجهة اقتصاد عالمي مضطرب وأزمات أمنية في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير سها جادو)