لندن (رويترز) - قال كبير مفاوضي القبارصة الأتراك يوم الثلاثاء إن من المستحيل التوصل إلى تسوية سلمية في قبرص ما لم يبرم القبارصة اليونانيون اتفاقا مع الجمهورية الانفصالية المدعومة من تركيا في شمال الجزيرة بشأن عمليات استكشاف الغاز الطبيعي.
وتم اكتشاف الغاز الطبيعي عام 2011 قبالة سواحل جزيرة قبرص المقسمة منذ عام 1974. ومنذ ذلك الحين منح القبارصة اليونانيون الذين يمثلون حكومة قبرص المعترف بها دوليا تراخيص لشركة ايني الإيطالية وتوتال الفرنسية ونوبل انرجي الأمريكية للتنقيب عن الغاز في منطقة بحرية جنوب شرق الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط.
وأرسلت شركة تركية سفينة ابحاث إلى المنطقة ذاتها الشهر الماضي مما دفع القبارصة اليونانيين إلى تعليق محادثات السلام مع القبارصة الأتراك قائلين إن التحرك استفزازي ويهدف إلى تقويض جهودهم في مجال استكشاف الغاز.
لكن كبير مفاوضي القبارصة الأتراك ايرجن أولجن قال في مقابلة في لندن إن عمليات الاستكشاف ستتواصل وقد تتسارع وتيرتها إذا مضى القبارصة اليونانيون قدما في خططهم للسماح لشركات متعددة الجنسيات باستكشاف المنطقة.
وأضاف أن هذا سيحول دون التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال أولجن لرويترز "نقترب من نقطة تحول. يتعين على القبارصة اليونانيين تحديد ما اذا كانوا يرغبون في تقاسم السلطة أو التصرف بمفردهم فيما يتعلق بمواردهم."
وتابع "الهيدروكربونات قضية مشتركة. لا يمكن فصلها عن المفاوضات."
ويرفض القبارصة اليونانيون التراجع عن موقفهم. واحتلت القضية أهمية اضافية لهم منذ الأزمة المالية التي دفعت صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي إلى تقديم خطة انقاذ اوائل عام 2013.
وقال أولجن إنه يتعين على الجانبين التوقف عن اعمال الاستكشاف والاستغلال في آن واحد وأن يشكلوا لجنة مشتركة لتحديد كيفية التعامل مع التعاقدات واقتسام الارباح.
وأضاف أنه اذا لم تتم الاستجابة لهذا العرض فإن عملية السلام قد تنهار وسيواصل القبارصة الأتراك أنشطتهم الخاصة في مجال الاستكشاف والاستغلال في شمال وجنوب الجزيرة.
وتابع "العرض يهدف إلى العمل سويا. اذا رفضوا عرضنا فسوف نمارس حقوقنا على ممتلكاتنا. قد يؤدي ذلك إلى موقف يمكن ان نبدأ فيه الحديث عن انفصال مخملي بين الجانبين."
ويعيش القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيون بشكل منفصل منذ أن غزت تركيا شمال قبرص عام 1974 ردا على انقلاب قصير في نيقوسيا بايعاز من اليونان.
وتجرى محادثات السلام بشكل متقطع منذ عقود دون تحقيق نتائج في حين يتواصل وقف إطلاق النار الذي تراقبه الأمم المتحدة.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)