من وليام ماكلين ويارا بيومي
المنامة (رويترز) - قال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي يوم السبت إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلى مستنقع وتنفر منها المسلمين السنة في أنحاء المنطقة.
وبدأت روسيا قبل شهر شن غارات جوية لتغير ميزان القوى في الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد واستهدفت معارضين له بينهم جهاديون ومسلحون معتدلون يدعمهم الغرب وتركيا ودول خليجية.
وقال بلينكن في مؤتمر أمني في المنامة "المستنقع سيتسع ويزداد عمقا وسيجر روسيا إليه بشكل أكبر. سينظر إلى روسيا على أنها في رباط مع الأسد وحزب الله وإيران مما سينفر ملايين السنة في سوريا والمنطقة بل وفي روسيا نفسها."
وعمقت الحرب السورية التوتر الطائفي في المنطقة إذ تدعم الرئيس السوري إيران وحليفها حزب الله اللبناني وبعض الفصائل العراقية في مواجهة فصائل غالبيتها من السنة.
وقال القيادي السوري المعارض خالد خوجة وهو رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في المنامة إن شهرا مر منذ "الاحتلال الروسي" وقتل أكثر من 1400 جميعهم مدنيون في مناطق خارج نطاق سيطرة (داعش).
وأتاحت المحادثات التي جرت في فيينا يوم الجمعة أول فرصة للقاء السعودية وإيران -وهما الداعمان الرئيسيان في المنطقة لطرفي الحرب في سوريا- لتنحية خلافاتهما جانبا وبحث سبل التوصل لحل سلمي.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن جلوس البلدين للحوار يمثل "إنجازا ملحوظا" لكن على السعودية وإيران وروسيا الاتفاق بشأن توقيت وكيفية رحيل الأسد والقوات الأجنبية التي تدعمه.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لرويترز إن السعودية لا ترى حلا لمشاكل سوريا بدون رحيل الأسد. وقال للصحفيين حين سئل عن التوقيت المناسب لذلك إن على الأسد أن يرحل بعد ظهر اليوم وإنه كلما كان ذلك أقرب كان أفضل.
وأضاف أن الرياض تدرس في الوقت نفسه تكثيف الدعم للمعارضة السورية المعتدلة بمدها "بمزيد من الأسلحة الفتاكة" لكن دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وقال بلينكن إن واشنطن ستضيف مئة مليون دولار لدعم المعارضة السورية بخدمات أساسية مثل التعليم مما يرفع قيمة المساعدات إلى نصف مليار دولار.
* سياسات مقيدة..
وقال بلينكن إن هناك هدفا مشتركا مع روسيا وهو هزيمة الدولة الإسلامية لكن من المهم استبعاد فكرة أن الخيار الوحيد في سوريا ينحصر بين الأسد والمتطرفين.
وحمل المسؤول الأمريكي دول المنطقة مسؤولية سياساتها المقيدة وغياب الانفتاح قائلا إن تهميش الأصوات المعتدلة هي سبب عدم الاستقرار وليس الربيع العربي.
وقال "بينما كان هناك أمل في 2011 في مزيد من الانفتاح وفي وجود حكومة ديمقراطية تخضع للمحاسبة .. تشهد المنطقة الآن -مع بعض الاستثناءات- مزيدا من العنف والخوف والفوضى."
وقال بلينكن إن اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط واسع النطاق ويتجاوز الجانب العسكري مشيرا إلى أنه ربما لا يكون هناك حل عسكري للحرب السورية.
كانت الولايات المتحدة كشفت يوم الجمعة عن خطط لنشر قوات برية في سوريا لأول مرة في إطار محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسعى واشنطن لطمأنة حلفائها في الخليج إلى أن عزوفها عن المشاركة الفعالة في الجهود العسكرية لإزاحة الأسد عن السلطة لا يعني أنها تدير ظهرها للمنطقة وحلفائها العرب.
وشارك في مؤتمر المنامة وزراء ودبلوماسيون ومسؤولو مخابرات من بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج علاوة على الولايات المتحدة وبريطانيا. وشارك فيه أيضا دبلوماسيون روس مقيمون بالخليج.
وقال وزير الخارجية السعودي إنه يأمل أن تستغل إيران الإيرادات الإضافية التي ستتدفق عليها بعد الاتفاق النووي في تطوير اقتصادها وليس استخدامها في سياسات عدائية.