🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

توقعات بعودة إسلاميي الأردن من خلال الانتخابات بعد تغيير صورتهم

تم النشر 21/09/2016, 00:16
© Reuters. توقعات بعودة إسلاميي الأردن من خلال الانتخابات بعد تغيير صورتهم

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) - قد تخرج المعارضة الإسلامية المعتدلة في الأردن من الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم الثلاثاء بتأثير متجدد بعد النجاة من محاولات الحكومة حظرها في إطار حملة أوسع على الإسلام السياسي.

وقد تفوز الجماعة بما يصل إلى خمس المقاعد في البرلمان بعد التخلي عن شعارها "الإسلام هو الحل" والانضمام مع المسيحيين لتشكيل تجمع مدني واسع التمثيل وهو الائتلاف الوطني للإصلاح.

وقال مسؤولون إن الإقبال بلغ 36 في المئة من 4.1 مليون شخص يحق لهم التصويت في نهاية عملية الاقتراع وهو ما يقل عن النسبة المسجلة في الانتخابات في يناير كانون الثاني 2013.

ويؤكد هذا على ما يبدو تقارير لمراقبين مستقلين توقعوا عزوف كثير من الناخبين ممن ليس لديهم ثقة تذكر في برلمان يهيمن عليه النواب المنتمون لعشائر موالية للحكومة.

وتمثل الانتخابات خطوة متواضعة في عملية التحول الديمقراطي التي بدأها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بينما يسعى لعزل الأردن عن الصراعات الدائرة على حدوده لكنها ستظهر عزيمة الإسلاميين في وجه القيود الحكومية الشديدة.

ويقول محللون إن القوانين الانتخابية التي تحابي المناطق العشائرية على حساب المدن حيث يتمتع الإسلاميون بالقدر الأكبر من الدعم تعني أن من غير المرجح أن يهيمنوا على الانتخابات لكن لا يزال بإمكانهم أن يحركوا المشهد السياسي الساكن في الأردن.

وقال الشيخ حمزة منصور القيادي البارز في حركة الأخوان المسلمين "هذا المجلس سيكون امتدادا للمجالس الأخرى التي صنعتها السلطة التنفيذية لكن سيبقى صوت الأحرار.. سيكون هناك عدد قليل لكن يجب أن يرفعوا الصوت عاليا لأن التحديات التي تواجهنا تحتاج إلى وقفة شجاعة."

كانت حركة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي اللتان تهاجمهما وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة قد قاطعا الانتخابات لعشر سنوات احتجاجا على قوانين الانتخابات التي شعرا أنها متحيزة ضدهما في حين يضغطان من أجل تمثيل سياسي أوسع.

ويسمح للإخوان المسلمين بالعمل في الأردن منذ 1946. لكن ثارت حولهم الشكوك في أعقاب انتفاضات الربيع العربي التي وضع خلالها الإسلاميون في مواجهة مع القوى الراسخة في العديد من البلدان العربية.

واقترب الأردن من حظر الإخوان كلية هذا العام فيما يقول إسلاميون إنه تسوية حسابات معهم لتحريضهم على الاحتجاجات التي ركزت على إصلاح الحكومة وتقليص صلاحيات الملك لكنها لم تصل إلى حد المطالبة بالإطاحة بالملكية.

وأوسع قاعدة دعم للإسلاميين في الأردن بين كثير من المواطنين من أصل فلسطيني الذين يعيش أغلبهم في المدن في حين يدعم المواطنون من أصل أردني في الأغلب الأعم الفصائل السياسية العشائرية.

لكن الإسلاميين حصلوا على دعم متزايد في المناطق الريفية والعشائرية في السنوات الأخيرة الأمر الذي أزعج السلطات.

وشاركت جبهة العمل الإسلامي في هذه الانتخابات لأسباب من بينها الالتفاف على التحركات الحكومية بحظرها وحظر الإخوان لمقاطعتهم الانتخابات. والآن ستختبر الانتخابات القدرة التنظيمية لجبهة العمل الإسلامية ودعم قواعدها لها.

وقال المعهد الجمهوري الدولي وهو أحد مراقبي الانتخابات "المهارة النسبية لجبهة العمل الإسلامي في التنظيم وتوصيل الرسائل.. تتركها في موقع جيد للظفر بعدد كبير من المقاعد في الانتخابات."

برلمان سلبي

أحالت مقاطعة الإسلاميين الانتخابات الأردنية لفترة طويلة إلى مجرد منافسة بين زعماء العشائر والشخصيات التابعة لمؤسسة الحكم ورجال الأعمال المستقلين.

ودفعت الجبهة بمرشحين في أغلبية الدوائر الانتخابية. وتأمل أن تبلي بلاء حسنا بالتحالف مع المستقلين الذين يشاركونها جدول أعمال معارضا مما سيؤدي إلى إحداث هزة في برلمان سلبي مليء بالنواب الموالين للحكومة.

وقال منصور إن هذه السلبية سمحت للحكومات المتعاقبة بسن قوانين صارمة مؤقتة تقيد الحريات العامة وبإقرار تدابير تقشفية لا تحظى بالشعبية حض عليها صندوق النقد الدولي.

وفي استعراض لمحاولات اتحادهم مع مجموعات أخرى لخوض الانتخابات نظم الإسلاميون حملات مع عوده القواس القس البارز ونشطاء مسيحيين آخرين في منطقة عبدون الراقية في العاصمة عمان.

وحلت اللافتات القرمزية اللون التي تعلن عن الائتلاف محل رايات الإخوان المسلمين الخضراء والآيات القرآنية والشعارات التي تتبنى الجهاد والتي كانت السمة المميزة لإخوان الأردن.

وقال منصور مراد وهو يساري معروف في التحالف الإسلامي "إذا كان هناك نواب حقيقيون استطاع شعبنا العظيم أن يفرزه سيكون هناك برلمان حقيقي قادر أن يحاسب كل من يمد يده على المال العام."

ودفعت عودة أفضل الجماعات المعارضة تنظيما في الأردن منافسيهم العلمانيين إلى الخشية من إحياء النزعة الإسلامية في سباق تراجعت فيه السياسات الوطنية.

وردوا بالمطالبة بفصل السياسة عن الدين وبمهاجمة الإسلام السياسي.

وقال قيس خليل زيادين وهو محام شاب يترشح على قائمة "معا" التي تنتشر حملتها على نطاق واسع في المناطق الراقية في العاصمة "يجب ألا يكون وصاية على الشعب باسم الدين."

ضعف التمثيل

بالنسبة لكثير من الأردنيين تستعرض حقيقة إجراء الانتخابات من الأساس استقرار بلادهم في منطقة يعصف بها العنف.

وقال بسام حدادين النائب والوزير السابق "مجرد أن نجري انتخابات ونذهب إلى بيوتنا آمنين ونعد الأصوات بدلا من القتلى هو رسالة لكل أردني كيف نجحت القيادة الأردنية بتجنيب الأردن الدمار."

ويرى آخرون الانتخابات إما غير منصفة أو لا معنى لها بالنظر إلى القواعد التي تضمن ضعف تمثيل المدن الأردنية.

وفي دائرة انتخابية بمدينة الزرقا الفقيرة ليس لما يصل إلى 450 ألف ناخب يحق لهم التصويت والذين يدعمون عادة الإسلاميين سوى ست مقاعد برلمانية. وعلى النقيض من ذلك يختار 59 ألف ناخب في بلدة معان الجنوبية أربعة أعضاء للبرلمان.

لكن المسؤولين يرفضون مزاعم بعض المراقبين الدوليين بأن الناخبين باتوا غير مبالين ومصابين بخيبة أمل في برلمان غير قادر على تحدي الحكومات التي يختارها الملك.

وقال خالد الكلالدة رئيس هيئة الانتخابات المستقلة "بوابة الإصلاح السياسي هي مجلس النواب. هذا يعجبنا أو لا يعجبنا هذه قصة ثانية. الأردن ماشي (يسير) في خطوات الإصلاح السياسي.. البعض يقول أنها بطيئة والبعض الآخر يقول أنها متسرعة وأنها تمشي في الخطوة اللازمة.. بالتأكيد الانتخابات النيابية هي عنوان الإصلاح السياسي."

© Reuters. توقعات بعودة إسلاميي الأردن من خلال الانتخابات بعد تغيير صورتهم

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.