من نضال المغربي
غزة (رويترز) - تزين استوديو تلفزيون الأقصى التابع لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شعارات تشيد "بانتفاضة السكين" على إسرائيل.
تمجد مقاطع فيديو وأغنيات حماسية الهجمات اليومية بينما يضع جميع المذيعين الكوفية الفلسطينية.
إذا كانت هذه الرسالة غير واضحة بما فيه الكفاية فإن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زار الاستوديو في الآونة الأخيرة ليضيف شعارا آخر إلى الجدار فكتب برذاذ الطلاء "انتفاضة القدس".
بالنسبة لحركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 فإن تصاعد العنف في أجزاء مختلفة من إسرائيل والقدس والضفة الغربية هذا الشهر فرصة لا يمكن أن تفوتها.
وفي حين أن معظم الهجمات بالأسلحة البيضاء وغيرها من الهجمات التي قتلت 11 إسرائيليا نفذها فلسطينيون بمبادرة شخصية منهم وليس بدعم سياسي فإن حماس تريد استغلال الغضب الشعبي لدعم قضيتها.
اما الحركة السياسية المنافسة لها وهي حركة فتح التي تتخذ من الضفة الغربية قاعدة لها ويقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس فاستقبلت العنف بالصمت واستخدمت اللغة التقليدية للإشادة بالفلسطينيين الستة والخمسين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية بوصفهم "شهداء".
لكن حماس كانت أكثر وضوحا في دعوتها لانتفاضة جديدة على غرار تلك التي اندلعت في الماضي. ويقول محللون إن هدفها هو اندلاع انتفاضة في أنحاء الضفة الغربية تقوي وضعها هناك وتجعلها القوة السياسية الفلسطينية المهيمنة.
ويقولون إن هذا بدوره قد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس ويضع نهاية لاتفاقات السلام المؤقتة التي وقعت في التسعينيات ولم تقد إلى التوصل لاتفاق على قيام دولة فلسطينية عن طريق التفاوض في أراض تحتلها إسرائيل كما كان متصورا.
وقال حمزة أبو شنب المحلل السياسي المختص في شؤون الحركات الإسلامية "استراتيجية حماس هي إشعال انتفاضة في الضفة الغربية بكل الوسائل وعملت حماس على ضخ أموال ومحاولات لتفعيل العمل... ومحاولات لترميم قوتها."
* مكاسب حماس؟
أظهر استطلاع للرأي الشهر الماضي أن نحو ثلثي الفلسطينيين يريدون أن يستقيل عباس الذي يشغل منصب الرئيس منذ عشر سنوات. كما أشار إلى تزايد الدعم للمقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في مقابل المفاوضات وأن شعبية حماس تقترب من شعبية فتح إذ عبر عدد متساو ممن استطلعت آراؤهم عن التأييد لكل من الحركتين.
وبعد شهر من العنف لا تظهر بوادر على تراجعه وتأمل حماس أن تميل كفة الميزان لصالحها.
ويرى هاني حبيب الكاتب والمحلل في غزة أن حماس تحاول استغلال العنف لتقويض السلطة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي الذي بدأ عام 2007 من خلال "فرض سيطرتها على كل الضفة وقطاع غزة."
بالنسبة لعباس وحركة فتح يكمن التحدي في إظهار التضامن مع الشباب الذين يقودون العنف دون السماح بأن يتحول إلى شيء لا يمكن السيطرة عليه أو يدفع إسرائيل الى تشديد سيطرتها أكثر على الضفة الغربية.
وقال أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية "نحن نريد مقاومة شعبية هادفة ذات مغزى لها علاقة بأهداف سياسية وتخدم القيادة الفلسطينية."
وأضاف أن الهدف هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 48 عاما للضفة الغربية والقدس الشرقية ويريدهما الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليهما بالإضافة إلى غزة التي سحبت منها إسرائيل المستوطنين والجنود في 2005.
ويقول هاني المصري المحلل السياسي المقيم في رام الله بالضفة الغربية إنه إذا تفاقم العنف فسوف "تكون حماس المستفيد الأكثر."
بالنسبة لعباس فإنه يأمل أن تعزز المشاركة الدولية موقفه وتظهر للفلسطينيين أن بوسعه تحقيق قدر من التقدم على الرغم من مرور أكثر من 18 شهرا على المحادثات الأخيرة بشأن قيام الدولة الفلسطينية. وقام الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي بزيارة المنطقة قبل أيام.
وقال المصري "إذا ما انحسرت الموجة الحالية يمكن أن يحقق الرئيس وفتح بعض الانجازات الملموسة التي أرادوها" لكنه أكد أن النتيجة تظل غير واضحة.
(شارك في التغطية علي صوافطة - إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)