سين ليزالب/باريس (رويترز) - ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تسجيلات صوتية لقمرة قيادة الطائرة الألمانية التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية أظهرت أن أحد الطيارين غادر القمرة ولم يتمكن من العودة إليها قبل سقوط الطائرة ومقتل كل من كانوا فيها وعددهم 150 شخصا.
ولم توضح التسجيلات سبب خروج الطيار من قمرة القيادة أو ما منعه من العودة إليها فيما كانت الطائرة التابعة لشركة جيرمانوينجز تهوي باتجاه سلسلة جبلية بمنطقة نائية في جبال الألب الفرنسية يوم الثلاثاء.
ويعكف المحققون على فحص التسجيلات الصوتية لأحد الصندوقين الأسودين اليوم الخميس بينما يستمر البحث عن الصندوق الأسود الآخر.
وقالت الصحيفة نقلا عن محقق لم تذكر اسمه لكنها وصفته بأنه مسؤول عسكري فرنسي كبير "الرجل في الخارج طرق طرقات خفيفة على الباب ثم لا توجد إجابة.. ثم يضرب الباب بقوة أكبر ولا إجابة. لا تصدر إجابة على الإطلاق."
وأضاف "ما يمكنك سماعه هو محاولته تحطيم الباب."
وقال المصدر إن التسجيلات الصوتية لقمرة القيادة أشارت إلى محادثة "سلسة وهادئة للغاية" بين الطيارين في الجزء الأول من الرحلة الجوية.
وتابع "لا نعلم سبب خروجه .. لكن المؤكد هو أنه وفي نهاية الرحلة كان الطيار الآخر بمفرده ولا يفتح الباب."
وقال متحدث باسم شركة لوفتهانزا التي تملك جيرمانوينجز "ليست لدينا معلومات من السلطات تؤكد هذا التقرير ونسعى وراء المزيد من المعلومات. لن نشارك في تكهنات بشأن أسباب التحطم."
وفي فرنسا قالت وزارتا الداخلية والدفاع إنهما لا تملكان معلومات عن تقرير الصحيفة. ومن المقرر أن يعقد ممثل الادعاء بمدينة مرسيليا الفرنسية مؤتمرا صحفيا الساعة 1130 بتوقيت جرينتش كما ستعقد لوفتهانزا مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق يوم الخميس.
ولم يعلق مكتب التحقيق في حوادث الطيران بفرنسا على الفور لكنه قال إن من المبكر للغاية استخلاص نتائج ذات معنى تفسر سبب سقوط الطائرة.
وقال ريمي جوتي مدير المكتب في مؤتمر صحفي "لم نتمكن بعد من دراسة ومعرفة التوقيت المحدد لكل الأصوات والكلمات الواردة في هذا الملف (الصوتي)."
وذكر المكتب أن الطائرة بدأت في السقوط بعد دقيقة من وصولها إلى الارتفاع المحدد للطيران وأنها ظلت تسقط لمدة تسع دقائق.
وكان المكتب قد استبعد يوم الأربعاء وقوع انفجار في الهواء.
وجاء انتشال أحد الصندوقين الأسودين الاربعاء فيما زار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي موقع التحطم تكريما للضحايا البالغ عددهم 150 شخصا ومعظمهم من ألمانيا واسبانيا.
وقالت جيرمانوينجز إن 72 ألمانيا قتلوا في التحطم وهو أكبر كارثة جوية على الأراضي الفرنسية منذ تحطم الطائرة كونكورد عام 2000 خارج باريس.
وذكرت الحكومة الاسبانية يوم الخميس أنها عدلت عدد القتلى الاسبان في الحادث إلى 50 شخصا.
لكن خوسيه لويس ايلون وهو مسؤول كبير في الحكومة ورئيس فريق الأزمة قال إن العدد لا يزال أوليا.
ومن بين قتلى الحادث أيضا ثلاثة أمريكيين ومغربي ومواطنيين من بريطانيا والأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وكولومبيا والدنمرك وإسرائيل واليابان والمكسيك وإيران وهولندا.
وذهبت قوات الشرطة وفرق للطب الشرعي سيرا على الأقدام وبطائرات هليكوبتر إلى موقع التحطم الذي يبعد مسافة نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من مدينة نيس الفرنسية.