الموصل (العراق) (رويترز) - محدقا عبر التلسكوب المزودة به بندقيته فتح ضابط من الشرطة العراقية النار على قناص من تنظيم الدولة الإسلامية من أعلى أحد الأبراج في الموصل قبل أن يسرع ليحتمي بساتر.
وقال له قائده بينما كان يركز على هدفه في المدينة القديمة "اضرب ذلك القناص في المسجد". والمدينة القديمة بالموصل هي إحدى المناطق القليلة المتبقية في أيدي المتشددين في آخر معقل حضري كبير لهم بالعراق.
وتحاول القوات العراقية التقدم عبر الشوارع الضيقة التي تشبه المتاهة نحو جامع النوري الذي يحمل قيمة رمزية بعد أن أعلن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي دولة "خلافة" من على منبره في 2014.
لكن تقدم القوات أبطأ كثيرا من المراحل المبكرة في الحملة العسكرية التي سيطرت خلالها القوات الحكومية على ما يقرب من ثلاثة أرباع المدينة خلال خمسة أشهر.
وتتحرك جبهة القتال بالكاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. والمتشددون ومعهم ما يقدر بنحو 400 ألف من السكان محاصرون وسط حلقة من القوات العراقية.
ويتوقع الجنود من المتشددين أن يقاتلوا حتى الموت.
وقال شرطي آخر يدعى حسين قاسم "قناصين داعش يقاومون يعني بمستوى عالي لأن هما ما بقى لهم أي منفذ... يقاومون حتى الموت .. فإحنا إن شاء الله ما نخليهم.. ما نخلي أي واحد عايش منهم إن شاء الله كلهم يموتون."
لكن تحقيق المكاسب صعب كما أنها هشة.
ويوم الخميس قال أفراد من قوات الشرطة الاتحادية التي تشارك في قيادة العمليات إن الذهاب لمتحف الموصل الذي سيطروا عليه قبل ثلاثة أسابيع ليس آمنا.
وقال ضابط شرطة ثالث "هناك الكثير من نشاط القناصة خلف هذا المبنى" وهو يشير إلى منطقة على مسافة نحو 100 متر وراء المتحف.
وقبل أيام قلائل فحسب اصطحبوا الصحفيين للمتحف ومناطق أخرى أقرب إلى الخط الأمامي.
وقال ضابط جاء من وحدة في العاصمة بغداد "الأمر الآن ينحصر في القناصة والسيارات الملغومة" فيما دوى صوت إطلاق نيران واحتمى الجنود بين ناقلات جند وسيارات همفي خلف أكوام من الرمل. وأضاف "ليس لديهم الكثير من القناصة لكنهم يتنقلون من مكان إلى آخر."
والآن يواجهون خطرا إضافيا إذ أسقط المتشددون يوم الخميس طائرة هليكوبتر كانت توفر دعما جويا للشرطة الاتحادية وهي أول طائرة تسقطها الدولة الإسلامية فوق الموصل منذ بدء العملية العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة في أكتوبر تشرين الأول.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)