من جاك كيم وجو مين باك
سول (رويترز) - أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر يوم الخميس في تحد لقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما أجرت القوات الكورية الجنوبية والأمريكية مناورات عسكرية ضخمة.
كما أعلنت كوريا الشمالية يوم الخميس أنها ألغت كل الاتفاقات المتعلقة بمشروعات التبادل التجاري مع الجنوب وستقوم "بتصفية" الأصول الكورية الجنوبية الموجودة على أراضيها.
وتمتلك كوريا الشمالية مخزونا كبيرا من الصواريخ قصيرة المدى وتعكف على تطوير صواريخ طويلة المدى وعابرة للقارات. وقالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن الصاروخين قطعا مسافة 500 كيلومتر تقريبا قبالة مدينة وونسان الواقعة على الساحل الشرقي للشطر الجنوبي ورجحت أن يكونا من طراز سكود.
وذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية يوم الخميس أن اليابان-التي تقع في مرمى نيران النموذج طويل المدى من صواريخ سكود أو الصاروخ المطور رودونج- قدمت احتجاجا إلى كوريا الشمالية عبر سفارة بيونجيانج في بكين.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الخميس إن بان دعا كوريا الشمالية إلى "التوقف عن الأعمال المزعزعة للاستقرار مثل إطلاق صاروخين اليوم" وإنه "لا يزال قلقا للغاية" إزاء الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بيل أوربان يوم الخميس إن وزارة الدفاع على دراية بتقارير عن إطلاق صاروخين. وأضاف "نراقب الوضع عن كثب".
وعادة ما تطلق كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى عندما تتزايد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وتشعر بيونجيانج بالقلق حيال المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية السنوية التي تصفها بأنها استعداد لغزو.
وتزامنت الأنباء عن إطلاق الصاروخين مع التوتر المتزايد بالفعل في شبه الجزيرة الكورية بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في يناير كانون الثاني وأطلقت صاروخا بعيد المدى الشهر الماضي. وردا على ذلك فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة عقوبات على بيونجيانج.
وأطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ إلى البحر الأسبوع الماضي باستخدام منظومة صواريخ متعددة الإطلاق من وونسان تحت إشراف الزعيم كيم جونج أون الذي أمر قواته المسلحة بالتأهب لشن هجمات وقائية ضد الأعداء.
وقال كيم يوم الأربعاء إن بلاده تمكنت من تصغير رؤوس نووية لتثبيتها على صواريخ باليستية وأمر بإدخال تحسينات على قوة ودقة ترسانتها وذلك في أول تعليق مباشر على تصغير الرؤوس النووية.
ورفض جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على ادعاء الزعيم الكوري الشمالي بتصغير الرؤوس النووية واتهمه باستخدام "لغة استفزازية".
وقال كيربي "أود القول إن (الزعيم) الشاب يحتاج أن يعير الشعب الكوري الشمالي المزيد من الاهتمام ويشمله برعايته أكثر من السعي وراء مثل هذه القدرات المتهورة."
* تصفية الأصول
بعد إطلاق الصاروخين أعلنت بيونجيانج أنها ستقوم "بتصفية" أصول لكوريا الجنوبية في منطقة كايسونج الصناعية ومنطقة جبل كومجانج السياحية.
وعلقت سول العمليات في المناطق المشتركة مع الشمال الشهر الماضي كإجراء عقابي على تجارب الشمال النووية والصاروخية.
وكانت منطقة جبل كومجانج أول مشروع للتعاون بين الجانبين. وزار آلاف الكوريين الجنوبيين المنتجع بين 1998 و2008. لكن سول أوقفت هذه الرحلات في 2008 بعد أن قتل جندي كوري شمالي بالرصاص سائحا كوريا جنوبيا كان يتجول في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية في سول إن إطلاق الصاروخين يوم الخميس ينتهك مجددا سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي وإنها ستحيل المسألة إلى لجنة العقوبات بالمجلس المكلفة بتنفيذ القرارات.
وفي بكين وصف متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية هونغ لي الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه "معقد وحساس".
وقال "يجب على كل الأطراف الكف عن الأقوال والأفعال الاستفزازية لتجنب تصعيد التوتر."
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير سامح البرديسي)