من ليلى بسام وجون ديفيسون
بيروت (رويترز) - أجلت حافلات آلاف السكان من بلدتين شيعيتين تحاصرهما المعارضة في شمال غرب سوريا يوم الجمعة في حين بدأ مقاتلو المعارضة مغادرة بلدتين قرب دمشق مع عائلاتهم بموجب اتفاق بين الحكومة والمقاتلين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة دخلت في وقت لاحق بلدة مضايا لتستعيد السيطرة على مزيد من الأراضي حول العاصمة دمشق مع دخول الحرب السورية عامها السابع.
وتم التوصل إلى اتفاقات مماثلة خلال الشهور القليلة الماضية غادر بموجبها مقاتلو المعارضة مناطق تحاصرها قوات حكومة الرئيس بشار الأسد منذ وقت طويل مقابل خروج سكان شيعة من بلدات يحاصرها مقاتلون أغلبهم من السنة.
وبعد ست سنوات من الحرب الأهلية، أصبح لدمشق اليد العليا على مقاتلي المعارضة في غرب البلاد وتمكنت من التفاوض على هذه الاتفاقات من موقع قوة بفضل تدخل روسيا منذ عام 2015 وزيادة الدعم الذي يقدمه حلفاء شيعة من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.
وتقول المعارضة إن الاتفاقات تصل إلى حد التغيير القسري للتركيبة السكانية والتهجير المتعمد لخصوم الأسد من المدن الرئيسية في غرب سوريا.
وتقول الحكومة إن الاتفاقات سمحت لها باستعادة السيطرة على أراض وإعادة الخدمات في بلدات دمرها القتال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الحافلات أقلت في وقت مبكر يوم الجمعة سكانا من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية ويحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ فترة طويلة في محافظة إدلب وهي معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد.
وأشار المرصد ووحدة للإعلام الحربي موالية لدمشق إلى أن حافلات تقل مقاتلين من المعارضة وعائلاتهم غادرت في نفس الوقت بلدة مضايا التي تطوقها قوات الحكومة وتقع قرب دمشق وعلى مقربة من الحدود اللبنانية.
لكن تأجلت فيما يبدو عملية الإجلاء في مدينة الزبداني القريبة التي تحاصرها الحكومة وحلفاؤها والتي يشملها الاتفاق. ولم تغادر أي حافلات المدينة لكن من المتوقع أن تبدأ عملية الإخلاء في وقت لاحق يوم الجمعة.
وستتوجه الحافلات من مضايا والزبداني إلى إدلب.
وفي وقت سابق قال مصدر من الجانب الشيعي إن 60 حافلة تتحرك في بلدة الفوعة.
وأضاف المرصد أن عددا مماثلا من الحافلات يغادر مضايا. وذكر التلفزيون الرسمي إن فرقا هندسية والقوات السورية ستدخل البلدة قريبا.
* اليد العليا لدمشق
ذكر المرصد أن نحو 5000 شخص يجري نقلهم من الفوعة وكفريا بينما يجري إجلاء أكثر من 2000 من مضايا. وأوضح أن الحافلات تضم مئات المقاتلين من كلا الجانبين.
وقال شاهد إن حافلات بدأت في الوصول من الفوعة وكفريا إلى مشارف حلب في وقت سابق يوم الجمعة موضحا أن المعارضة كانت تفتش الركاب قبل السماح لهم بالعبور إلى المنطقة الخاضعة للحكومة.
وأغلب سكان سوريا من السنة. وينتمي الأسد إلى الطائفة العلوية الشيعية.
وتقاتل قوات الحكومة السورية وحلفاؤها مسلحي المعارضة منذ نحو ست سنوات في الصراع الذي بدأ بانتفاضة شعبية في 2011.
وساعد تدخل روسيا العسكري قبل 18 شهرا في قلب دفة الأمور لصالح الأسد رغم الضغوط الدبلوماسية والمساندة التي تقدمها دول غربية وخليجية عربية لمقاتلي المعارضة. وشنت فصائل المعارضة المسلحة وإسلاميون متشددون هجمات في الآونة الأخيرة وحققوا تقدما في بعض المناطق.
ووسعت الولايات المتحدة تدخلها في الصراع الأسبوع الماضي فوجهت ضربة صاروخية لقاعدة جوية في أول هجوم أمريكي يستهدف قوات الحكومة السورية بشكل مباشر.
وحقق الأسد أكبر انتصار له في الحرب حتى الآن في ديسمبر كانون الأول حينما طرد المعارضة من حلب التي ظلت مقسمة لفترة طويلة بين الجانبين.
وبموجب اتفاق مع مقاتلي المعارضة في حلب سمح المقاتلون بإجلاء سكان من الفوعة وكفريا.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)