من جيف ميسون وباتريشيا زنجيرلي
واشنطن (رويترز) - قال مسؤولان أمريكيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن معلومات سرية للغاية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية الأمر الذي أغرق البيت الأبيض في جدال آخر بعد شهور فقط من تنصيب ترامب.
وأضاف المسؤولان المطلعان على الموقف يوم الاثنين أن المعلومات التي تم تناقلها خلال الاجتماع مع لافروف والسفير الروسي سيرجي كيسلياك جاءت عبر حليف للولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتشدد.
وردا على ذلك قال البيت الأبيض إن هذه المزاعم، التي كانت صحيفة واشنطن بوست أول من أشار إليها، ليست صحيحة.
وقال اتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي لترامب للصحفيين في البيت الأبيض "القصة التي وردت الليلة ليست صحيحة" مضيفا أن الزعيمين استعرضا سلسلة من التهديدات المشتركة منها الطيران المدني.
وأضاف "لم يتطرق النقاش إلى أي مصادر أو وسائل المخابرات. الرئيس لم يكشف عن أي عمليات عسكرية لم تكن معروفة علانية بالفعل... كنت في القاعة. لم يحدث".
ونشر البيت الأبيض بيانا أيضا من وزير الخارجية، ريكس تيلرسون الذي قال إن الاجتماع تركز على مكافحة الإرهاب، ومن نائبة مستشار الأمن القومي دينا باول التي قالت إن القصة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست ليست صحيحة.
وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء أيضا إن وزارة الخارجية الروسية نفت صحة قصة صحيفة واشنطن بوست.
إلا أن هذه الأخبار أثارت قلق الكونجرس.
ووصف السناتور الديمقراطي ديك ديربن تصرف ترامب "بالخطير والأهوج".
ووصف بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجمهوري بمجلس الشيوخ المزاعم بأنها "مثيرة جدا للقلق".
* غرفة سرية
يأتي هذا الجدل بعد إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي الذي كان يقود تحقيقا للوكالة في صلات محتملة بين حملة ترامب في انتخابات الرئاسة وبين موسكو ووسط دعوات من الكونجرس لإجراء تحقيق مستقل بشأن هذه المزاعم.
وقال أحد المسؤولين إن المعلومات المخابراتية التي بحثها ترامب خلال اجتماعه بلافروف جرى تصنيفها على أنها "في غاية السرية" وجرت في غرفة "آمنة" لا يدخلها سوى القليل من مسؤولي المخابرات.
وبعد أن كشف ترامب عن المعلومات التي قال أحد المسؤولين إنها صدرت بشكل عفوي اتصل المسؤولان على الفور بالمخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي وكلاهما لديه اتفاقات مع عدد من أجهزة المخابرات الحليفة وأبلغوهما بما حدث.
وقال المسؤولان الأمريكيان إنه رغم أن الرئيس له سلطة الكشف عن حتى أكثر المعلومات سرية إلا أنه في هذه الحالة فعل ذلك دون التشاور مع الحليف الذي زوده بها وهو ما يهدد اتفاق تبادل معلومات مخابراتية قائم منذ فترة طويلة.
ومنذ تنصيبه في يناير كانون الثاني ينتقل ترامب من جدل إلى جدل فقد شكا في اليوم الأول من توليه مهام منصبه من التغطية الإعلامية لعدد من حضروا مراسم تنصيبه ثم اتهم الرئيس السابق باراك أوباما بالتنصت عليه وفي الأسبوع الماضي أقال كومي.
وكان ترامب وهو جمهوري انتقد خلال حملته الانتخابية في 2016 منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون جراء طريقة تعاملها مع معلومات سرية عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية إذ استخدمت خادم بريد إلكتروني خاص بها.
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي انتهى إلى أنه لن يتم توجيه تهم جنائية لكلينتون ولكن كومي قال إنها وزملاءها تصرفوا "بإهمال" مع معلومات سرية.
* ’لا مرشحات’
نقلت واشنطن بوست عن مسؤول مطلع على الأمر إن ترامب كان يتفاخر على ما يبدو خلال محادثاته مع المسؤولين الروس بشأن معرفته بالتهديدات الوشيكة وأبلغهم بأنه يتم إطلاعه "على معلومات غزيرة كل يوم".
وقال بعض المسؤولين الأمريكيين لرويترز إنهم يشعرون بالقلق إزاء كشف معلومات مخابراتية سرية لترامب.
وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه الشهر الماضي عن ترامب "ليس لديه أي مرشحات" مضيفا أنه ينقل كل ما يسمعه.
ووصف أحد المسؤولين المطلعين على اجتماع ترامب بالجانب الروسي توقيت قصة الصحيفة بأنه "غير مناسب" إذ يستعد ترامب للاجتماع في البيت الأبيض يوم الثلاثاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حليف الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتبدأ أول زيارة خارجية لترامب في أواخر الأسبوع الجاري وتضم زيارة المملكة العربية السعودية حليف واشنطن أيضا في القتال ضد الدولة الإسلامية كما سيشارك في 25 مايو أيار في اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل والذي سيحضره حلفاء آخرون مهمون للولايات المتحدة. ويعتزم ترامب زيارة إسرائيل والفاتيكان.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)