من دان وليامز
القدس (رويترز) - قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إسرائيل ترفض إعادة جثث الفلسطينيين الذين قتلوا خلال أعمال عنف استمرت شهرا ما لم يوافق الجانب الفلسطيني على أن تكون جنازاتهم متواضعة.
وفي أحدث الوقائع قال الجيش إن فلسطينيا حاول طعن جندي إسرائيلي خلال مناوشات قرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة يوم الأحد وقتل بالرصاص. ولم يتسن على الفور التأكد من الرواية بشكل مستقل.
وفي وقت لاحق ظهر الاحد وفي الموقع ذاته قالت الشرطة إن سائقا صدم ثلاثة من أفراد الجيش الإسرائيلي بسيارته قبل أن يلوذ بالفرار. ونقل الثلاثة الذين لا يعتقد أن حياتهم في خطر إلى مستشفى وبدأت القوات عملية بحث عن السائق.
وقالت إسرائيل إنه منذ الأول من أكتوبر تشرين الأول قُتل 66 فلسطينيا على الأقل برصاص إسرائيلي. ومن بين هؤلاء 39 مهاجما كانوا يحملون أسلحة أغلبها سكاكين بينما أطلق النار على آخرين خلال احتجاجات عنيفة معادية لإسرائيل. وكان معظمهم صبية.
وقتل 11 إسرائيليا في حوادث طعن وإطلاق رصاص نفذها فلسطينيون لأسباب منها غضب المسلمين بسبب زيادة وتيرة الزيارات اليهودية لحرم المسجد الأقصى في القدس.
وأعادت إسرائيل - التي سبق أن احتفظت بجثث نشطاء قتلى إما كإجراء عقابي أو لمبادلتها برفات جنودها - ثماني جثث لأشخاص يزعم أنهم مهاجمون فلسطينيون لدفنها منذ الأسبوع الماضي.
ويقول مراقبون فلطسينيون إن إسرائيل لا تزال تحتفظ بواحد وعشرين جثة وهو عدد لم يؤكده على الفور مسؤولون إسرائيليون.
وأثارت عمليات التسليم الإسرائيلية غضبا بين بعض اليمينيين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأقر وزير الدفاع موشي يعلون يوم الأحد بأن هذه العمليات تمثل تحولا في السياسة.
وفي كلمة للصحفيين قال يعلون إن الحكومة المصغرة المعنية بشؤون الأمن كانت تنوي في البداية الاحتفاظ بالجثث لكنها أعادت تقييم الموقف بسبب الاستياء الذي تفجر بسبب ذلك بين الفلسطينيين والذين يشكك كثير منهم فيما إذا كان القتلى شكلوا خطرا على حياة إسرائيليين.
* "شؤون عائلية متواضعة"
قال يعلون إنه خلال مرتين سلمت فيهما إسرائيل جثثا للدفن لبت حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس شروطا بضمان أن تكون الجنازات "شؤونا عائلية متواضعة تقام خلال الليل".
وأضاف أن عملية تسليم ثالثة في مدينة الخليل التي شهدت مواجهات جرى تعليقها قبل أن تسلم كل الجثث لأن الفلسطينيين "سمحوا بجنازة شعبية وهو ما رأيناه خطرا أمنيا" لأنها ألهبت المشاعر المعادية لإسرائيل.
وبدا أنه يشير لدفن خمسة فلسطينيين في الخليل يوم السبت الذي حضره عشرات الالاف من المعزين بينهم مسؤولون فلسطينيون.
ودفن فلسطينيان آخران في الخليل يوم الأحد لكن كان الحدث على نطاق أصغر حضره مئات.
وقال يعلون "عندما يكون هناك التزام بجنازات هادئة ومتواضعة سنواصل إعادة الجثث. عندما لا يكون هناك (التزام) لن نعيدها حتى لو كان ذلك يعني أن ندفنهم هنا."
ونفت إدارة عباس -التي توترت العلاقات بينها وحكومة نتنياهو بسبب تجمد محادثات السلام منذ 2014 لكنها لا تزال تنسق أمنيا مع إسرائيل- أن تكون وافقت على شروط الدفن التي حددها يعلون.
وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ لرويترز "عرضوا علينا هذا الكلام ... رفضنا رفضا قاطعا وأبلغنا الطرف الإسرائيلي أن من حق الشعب الفلسطيني أن يكرم شهداءه كما يريد."
وتابع "هؤلاء شهداء للشعب الفلسطيني قتلوا بعدوان اسرائيلي وغالبيتهم الساحقة بطريقة تدعي اسرائيل فيها أنهم كانوا يحملون سكاكين مع أن كل التحقيقات تدل عكس ذلك." ولم يوضح التحقيقات التي كان يشير إليها.
وهذه أعنف موجة عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ حرب غزة 2014 وتفجرت لأسباب منها التوترات الدينية والسياسية فيما يتصل بحرم المسجد الأقصى وهو موقع يقدسه المسلمون واليهود.
وأثارت زيادة عدد الزيارات التي يقوم بها يهود لحرم المسجد الأقصى الذي يقدسه اليهود باعتباره موقعا لمعبدين دمرا مزاعم فلسطينية بأن إسرائيل تنتهك "الوضع القائم" الذي يحظر على غير المسلمين الصلاة هناك.
وتقول إسرائيل إن هذه المزاعم لا صحة لها وإن ترديد مسؤولين فلسطينيين لهذه المزاعم وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي العربية كان السبب في التحريض على العنف.