من يوهان ألاندر
مالمو (السويد) (رويترز) - لا يشعر الفنان السويدي لارس فيلكس بالندم على اساءته للنبي محمد عام 2007 على الرغم من تعرضه لمحاولة القتل مرتين وشعوره بأن الأشخاص الذين يتمنون موته يربحون المعركة بعد أن أجبروه على إلغاء ظهوره العلني وأبعدوا عنه اصدقاءه وحصروا حركته في منزل سري آمن.
وأثار فيلكس (68 عاما) غضب المسلمين عام 2007 حين رسم صورة مسيئة للنبي محمد مما دفع جماعة عراقية على صلة بتنظيم القاعدة لرصد مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقتله.
وبدأ فيلكس في فبراير شباط الماضي رحلة التخفي بعد أن فتح دنمركي متطرف النار في العاصمة كوبنهاجن في ندوة عن حرية التعبير كان يحضرها وفي معبد يهودي مما أسفر عن مقتل شخصين.
ومنذ ذلك الحين ألغيت محاضرات فيلكس في السويد وتوقف عدد من أصدقائه عن لقائه كما طلب جيرانه من صاحب المنزل الذي يعيش فيه أن يطرده على الرغم من أن أقربهم يبعد عنه بنحو 1.6 كيلومتر.
وقال فيلكس لرويترز في مكان آمن في وسط مدينة مالمو وقد أحاط به ثلاثة حراس شخصيين "باتت الحياة الفنية عملا محفوفا بالمخاطر خصوصا عندما تسبر أغوار العالم اليوم وتتقصى (حقائقه)."
وأضاف "لقد ازددت صلابة وأصبحت في وضع يزداد تصعيدا بشكل تدريجي."
وعبر فيلكس عن أمله في أن تهدأ الامور في الشهور المقبلة على الرغم من استسلامه لواقع العيش وسط الخطر طوال حياته.
وفي هذا السياق أشار فيلكس إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وضعا مشابها مثل الكاتب سلمان رشدي ورسام الكاريكاتير كورت فسترجارد سيظلون إلى الأبد "في قاعة المشاهير" لتنظيم القاعدة.
وأضاف "هؤلاء الناس (القاعدة) ليسوا على عجلة من أمرهم.. من النادر للغاية أن يفلت أحد منهم ويتم نسيانه."
وتحمي الشرطة فيلكس على مدار الساعة كما ألقت القبض على عدد من المشتبه بمحاولتهم قتله منهم الجهادية جين. وهو يقول ان مهاجميه حققوا نجاحا كبيرا بالفعل بترهيب دائرة الاشخاص التي تحيط به.
وأضاف "كثير منهم اليوم قلقون للغاية. هناك اشخاص باتوا يترددون جدا في أن يشاهدوا برفقتي أو يظهروا معي في مناسبات اجتماعية. الخوف هو الحليف الحقيقي للإرهاب."
وأوضح فيلكس أنه أمضى الأسابيع القليلة الماضية في الانتقال من منزل آمن إلى آخر وان الشرطة أبلغته بأنه لن يتمكن من العودة إلى منزله في المستقبل المنظور.
ويحدد فريقه الامني برنامجه اليومي وأصبح مضطرا لأن يتمرن داخل جدران مكان إقامته بدلا من ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق.
وقال فيلكس "كل شيء يصبح محدودا جدا.. ستحدث جلبة إذا رآك أحد (في مكان ما) حينها سيتعين عليك المغادرة فورا."
مثل هذه القيود دفعت فيلكس لتطوير رسومه التي يعتمد عليها في كسب عيشه.
وعلق قائلا "الجبال والمياه والأشجار والهواء النقي.. هذا النوع من الحرية يبدو بعيد المنال الان."