من ستيف شيرر
روما (رويترز) - قال رئيس منظمة خيرية للإنقاذ يوم الثلاثاء إن سفن الدورية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط تعرض أرواحا للخطر بالعمل في مناطق بعيدة جدا عن الساحل الليبي حيث يبدأ المهاجرون الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
وتحاول أعداد متزايدة من المهاجرين عبور البحر المتوسط في مراكب مكتظة ومتهالكة مع تحسن الأحوال الجوية في الربيع. وقالت وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن حوالي تسعة آلاف شخص معظمهم أفارقة تم إنقاذهم في الأيام القليلة الماضية.
وقال كريس كاترامبون وهو رجل أعمال أمريكي شارك في تأسيس محطة مساعدة المهاجرين في البحر (مواس) مع زوجته الإيطالية ريجينا في 2014 "يجب على أوروبا أن تنقذ الناس لأنها لا يمكنها أن تتركهم يموتون على بابها الخلفي."
وكان يتحدث بالهاتف من سفينة الإنقاذ فينيكس التابعة لمواس التي قامت بنشاط محموم في مطلع الأسبوع وتتجه الآن صوب صقلية وعلى متنها 463 مهاجرا من بينهم 170 امرأة وطفلا وسبع جثث انتشت من البحر.
والعبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الآن الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون إلى أوروبا. ووصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي وعدد من وصلوا منذ بداية العام الحالي مرتفع بحوالي الثلث عن الفترة نفسها من 2016.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا توفوا منذ بداية 2017.
ومنذ تخلت إيطاليا عن مهمتها للبحث والإنقاذ في 2014 تولت وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) مهمة القيام بدوريات في البحر المتوسط لكن سفنها تبقى بعيدة عن الساحل الليبي.
وقالت فرونتكس وممثل إدعاء في صقلية إنه يجب على المنظمات غير الحكومية ألا تعمل على مسافة قريبة من ليبيا لأنها بذلك تجعل من الأيسر على المهاجرين المجيء إلى أوروبا. وأضافا أن بعض المنظمات غير الحكومية ربما كانت على اتصال مع مهربين.
وقالت فرونتكس يوم الاثنين إنها أنقذت أكثر من 1400 شخص في مطلع هذا الأسبوع.
وأضافت الوكالة في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى رويترز يوم الثلاثاء إن المهربين يستغلون وجود سفن المنظمات غير الحكومية على مسافة قريبة لاستخدام قوارب غير آمنة وتكديسها بالمهاجرين.
وفي حين أن سفن المنظمات غير الحكومية تميل إلى العمل خارج المياه الإقليمية الليبية مباشرة والتي تمتد 12 ميلا بحريا من الساحل فإن سفن فرونتكس تعمل في مسافات أبعد إلى الشمال ويمكن أن تستغرق نصف يوم أو أكثر للوصول إلى القوارب التي تكون في مأزق.
وقال كاترامبون "يجب أن تكون الأولوية لإنقاذ الأرواح وليس حراسة حدود صورية. كلما بقيت سفن (فرونتكس) بعيدة كلما زاد عدد الأشخاص الذين سيموتون. القول بأنه يوجد عامل جذب للمهاجرين لا يعدو أن يكون جهالة. إنه تملص من المسؤولية."
واتخذت كل مراكب المنظمات غير الحكومية العاملة في البحر المتوسط وعددها حوالي 12 مركبا مواقف مماثلة في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت إحداها، وهي منظمة أطباء بلا حدود، في تغريدة يوم الأحد "ما هو عدد الأرواح التي كان يمكن إنقاذها في العامين الماضيين لو أن الاتحاد الأوروبي نفذ عملية بحث وإنقاذ نشطة؟ أين فرونتكس."
وقالت نفس المنظمة في تغريدة يوم الثلاثاء إنها بصدد إرسال سفينة لمسافة 164 ميلا للاستجابة لنداء استغاثة. "أين زوارق الاتحاد الأوروبي؟"
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)