من نضال المغربي
غزة (رويترز) - سرحت منظمة (الرؤية العالمية) المسيحية للإغاثة نحو 120 متعاقدا في قطاع غزة في أعقاب مزاعم لإسرائيل بأن مدير عمليات الوكالة في القطاع حول أموالا إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقالت المنظمة غير الحكومية في رسالة سلمت إلى متعاقدين في اجتماع في غزة في 29 أغسطس آب إن السلطات الإسرائيلية جمدت حساباتها المصرفية في القدس وإنها لم تعد قادرة على تحويل أموال إلى غزة الأمر الذي يستحيل معه دفع رواتبهم.
وجاء في الرسالة أن المنظمة تمر بأزمة كبيرة وأن مواردها التمويلية تأثرت. وكُتبت الرسالة بالعربية وأرسلت نسخة منها إلى رويترز.
وقالت المنظمة في الرسالة "نظرا لحدة هذه الأزمة فقد تم تعليق كافة أنشطتنا في غزة كما تم تجميد حساباتنا البنكية في القدس من قبل السلطات التي منعتنا من تحويل مبالغ مالية إلى غزة.
"ونظرا لهذه الظروف الخارجة عن سيطرة مؤسسة الرؤية العالمية فإننا لن نستطيع متابعة توظيفكم لدى المؤسسة في هذه المرحلة حيث إننا لن نستطيع تحويل أي دفعات أو رواتب."
ولم يؤكد متحدث باسم المنظمة تسريح المتعاقدين مكتفيا بالقول إن عملياتها في غزة عُلقت في أعقاب الاتهامات الموجهة ضد مدير عملياتها محمد الحلبي.
وقالت المنظمة "نظرا لخطورة المزاعم الموجهة ضد محمد الحلبي علقت الرؤية العالمية عملياتها في غزة. نقوم بمراجعة شاملة بما في ذلك إجراء تدقيق خارجي."
وألقت إسرائيل القبض على الحلبي في يونيو حزيران واتهمته الشهر الماضي بنقل عشرات الملايين من الدولارات إلى حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007.
ونفى الحلبي من خلال محاميه ارتكاب أي مخالفات. ووجهت له اتهامات ومثل أمام جلسة تمهيدية للمحاكمة عقدت سرا. وطالبت الرؤية العالمية ومنظمة العفو الدولية إسرائيل بضمان حصوله على محاكمة عادلة وشفافة.
ويتهم المسؤولون الإسرائيليون الحلبي بتحويل أكثر من سبعة ملايين دولار سنويا منذ 2010 لدفع أموال لمقاتلي حماس وشراء أسلحة وتمويل أنشطة الحركة وبناء تحصينات.
وفندت الرؤية العالمية المزاعم قائلة في بيان في الثامن من أغسطس آب إن ميزانية التشغيل الإجمالية للمنظمة في غزة على مدار السنوات العشر الماضية بلغت نحو 22.5 مليون دولار مما يجعل "من الصعب قبول" مزاعم تحويل زهاء 50 مليون دولار.
وعبر بعض الدبلوماسيين الأجانب عن قلقهم من عرض إسرائيل للقضية وطالبوا بدليل أوضح على الأرقام. بيد أنه منذ ظهور هذه المزاعم أوقفت أستراليا تمويلها لمنظمة الإغاثة.
وقال أحد المتعاقدين المسرحين لرويترز إن الرؤية العالمية أكدت لهم أن الوضع خارج إرادتها.
وأضاف متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته لمخاوف من عدم الحصول على الأموال المتبقية له لدى المنظمة "عندما سألنا ما إذا كان الأمر له علاقة بحادثة محمد الحلبي قالوا إن المشكلة ذات علاقة بمنع التحويلات المالية ولا شيء آخر."
وأبلغت رسالة التسريح المتعاقدين أن الرؤية العالمية تبحث سبل دفع جميع المبالغ المستحقة لهم لديها من خلال القنوات القانونية وإنها تأمل أن يحدث هذا في المستقبل القريب.
وطالب البيان الموقعين بتسليم متعلقاتهم التي حصلوا عليها من منظمة الإغاثة بما في ذلك الهواتف المحمولة وبطاقة الهوية الخاصة بالعمل وأجهزة الكمبيوتر.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)