من من ليزلي روتون وبول موني
نايبيداو (رويترز) - عبرت دول جنوب شرق اسيا يوم الأحد عن قلقها من "تنامي التوترات" في بحر الصين الجنوبي ودعت إلى محادثات مكثفة مع الصين فيما وصفته الولايات المتحدة بأنه انتكاسة لجهود الصين لتهدئة النزاعات.
لكن لم يرد ذكر محدد للصين في البيان الختامي لاجتماع رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) كما لم تؤيد الدول العشر الأعضاء في الرابطة دعوة الولايات المتحدة والفلبين إلى تجميد التصرفات الاستفزازية في البحر. ومن المرجح أن تعتبر الصين هذا الأمر نتيجة إيجابية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن قلق دول اسيان بسبب التوتر في بحر الصين الجنوبي "بلغ مداه" وذلك استنادا إلى محادثات خاصة أجراها لكن البيانات المعلنة اتسمت بالتحفظ وتجنبت معاداة الصين.
وقالت اسيان في بيان عقب اجتماعها مطلع الأسبوع في نايبيداو عاصمة ميانمار "دعونا كل الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتفادي التصرفات التي ستعقد الوضع وتقوض السلام والاستقرار والأمن في بحر الصين الجنوبي."
وتستغل الولايات المتحدة اجتماع وزراء خارجية المنطقة في ميانمار لتعزيز تدخلها في التوتر البحري بالدعوة إلى تعليق تصرفات مثل نصب الصين منصة نفطية في مياه تطالب فيتنام أيضا بالسيادة عليها.
ويجمع المنتدى الاقليمي لاسيان 27 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان والهند وأستراليا.
ودعت الفلبين حليفة الولايات المتحدة أيضا إلى تجميد في إطار خطة من ثلاث خطوات لتهدئة التوتر في البحر الغني بالموارد والذي تمر منه حركة تجارة تقدر بخمسة تريليونات دولار سنويا.
وألمح البيان إلى هذا الاقتراح واختلفت اللغة التي استخدمها قليلا عن بيان سابق للرابطة بشأن قضية بحر الصين الجنوبي صدر في مايو أيار.
ودعا بيان يوم الاحد الرابطة والصين إلى وضع اللمسات الأخيرة على مدونة سلوك لتخفيف التوترات البحرية وتشمل "خطوات ملموسة" لتعزيز الثقة.
ووصف مسؤولون أمريكيون كبار يرافقون وزير الخارجية جون كيري في المحادثات التي استمرت يومين صياغة البيان بأنها انتقاد جديد وقوي لتصرفات الصين في الآونة الأخيرة بهدف تأكيد سيادتها في بحر الصين الجنوبي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية "تمثل هذه اللغة انتكاسة كبيرة لجهود الصين لكسب الوقت."
ووقعت رابطة آسيان اتفاقا مع الصين عام 2002 على أن يلتزم الجانبان بضبط النفس في النشاطات التي تعقد الصراع مثل احتلال جزر أو البناء عليها.
وخرق معظم الموقعين بنود هذه الإتفاق مما أدى إلى تزايد التوتر في بحر الصين الجنوبي بين أربعة من دول آسيان والصين التي تطالب بالسيادة في نحو 90 في المئة من البحر.
وذكر مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أن أعضاء اسيان أوضحوا أنهم "قلقون على نحو متزايد من السلوك التصعيدي."
وبدأت الصين واسيان محادثات بشأن مدونة السلوك لكن لم يتحقق تقدم كبير حتى الآن.
وترفض الصين التدخل الأمريكي في النزاع ورفضت الاقتراح بتجميد الاعمال الاستفزازية.
وتتهم الصين الولايات المتحدة بتشجيع المطالبين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي مثل الفلبين وفيتنام.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)