من مادلين تشامبرز
برلين (رويترز) - نصحت ألمانيا رعاياها يوم الخميس بتوخي الحذر عند السفر إلى تركيا وهددت باتخاذ إجراءات من شأنها عرقلة استثمارات ألمانية هناك في مؤشر على تنامي الاستياء من حليفتها في حلف شمال الأطلسي بعد اعتقال ناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان.
وقال وزير خارجية ألمانيا زيجمار جابرييل يوم الخميس في تحذير من السفر سلط الضوء على ما تعتبره برلين تزايدا في صعوبة التكهن بقرارات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "أي شخص قد يتأثر بذلك. أغرب الأشياء يمكن أن تحدث".
وقطع جابرييل عطلته وعاد إلى برلين للتعامل مع الأزمة بعد أن اعتقلت تركيا ستة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان من بينهم ألماني يدعى بيتر شتيدنير باتهامات متعلقة بالإرهاب في أحدث خلاف دبلوماسي بين البلدين. ووصفت ألمانيا، أكبر شريك لتركيا في مجال التصدير، المزاعم بأنها عبثية.
وقال جابرييل للصحفيين في لغة مباشرة غير معتادة بشأن قضايا تجارية حساسة شملت ضمانات الاستثمار "نحتاج أن نوجه سياساتنا حيال تركيا إلى مسار جديد... لا يمكن أن نستمر كما فعلنا حتى الآن. نحتاج أن نكون أوضح عما كنا حتى الآن حتى يفهم المسؤولون في أنقرة أن مثل هذه السياسات لن تمر دون عواقب".
واتهمت تركيا برلين بدعم رجل الدين التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة والذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي. كما تتهمها بإيواء "إرهابيين" مناهضين لتركيا من بينهم ضباط في الجيش طلبوا اللجوء إلى ألمانيا.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان إن تصريحات جابرييل تهدف إلى كسب أصوات قبل انتخابات عامة تجرى في بلاده خلال شهرين. وأضاف "يحتاجون لنبذ تلك الطريقة التي يتخلون فيها عن المنطق حتى يفكروا بعقلانية".
وقد تشكل تحذيرات جابرييل لكل المسافرين للعمل أو لأسباب خاصة ضربة كبرى لقطاع السياحة التركي. وبلغت نسبة الحجوزات من ألمانيا حتى الآن هذا العام نحو عشرة بالمئة من السياحة الوافدة لتركيا.
وقال جابرييل "حتى الآن كانت هناك إرشادات تخص جماعات بعينها لكن نحن الآن نقول إن تلك الإرشادات تنطبق على كل المواطنين الألمان وليس فقط من يشغلون وظائف محددة".
وقالت الوزارة في إرشاداتها الجديدة المعدلة بخصوص السفر لتركيا "نحث الأشخاص الذين يسافرون إلى تركيا لأسباب خاصة أو للعمل على توخي المزيد من الحذر والتسجيل مع القنصليات والسفارة الألمانية حتى لو كانت الزيارات قصيرة".
ورفض كالين افتراض أن الألمان المسافرين لتركيا يواجهون أي أخطار.
وقال "من غير المقبول أيضا إثارة شكوك لدى المستثمرين الألمان في تركيا. ليس من الممكن بالنسبة لنا أن نقبل تصريحات تهدف لإضفاء حالة من الضبابية على الأجواء الاقتصادية بدوافع سياسية.. نأمل أن يتراجعوا عن ذلك".
وفي تصريحات تهدد بتبعات اقتصادية أوسع نطاقا قال جابرييل إنه لا يستطيع نصح الشركات بالاستثمار في بلد يفتقر إلى الوضوح القانوني وتتهم فيه شركات لا غبار على أنشطتها بأنها متصلة بالإرهاب.
وقال "لا يمكنني أن أعرف كيف يمكن للحكومة الألمانية الاستمرار في ضمان استثمارات الشركات في تركيا في ظل خطر الحجز التعسفي لأسباب سياسية".
وقال المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل على تويتر إنها تعتبر الإجراءات ضد تركيا ضرورية ولا مفر منها.
وذكر المتحدث شتيفن زايبرت في تغريدته "ميركل: الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية ضد تركيا ضرورية ولا مفر منها".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)