من سامي عابودي
دبي (رويترز) - ذكرت وكالة أنباء البحرين يوم الاثنين أن البحرين أسقطت الجنسية عن الزعيم الروحي للأغلبية الشيعية بها في قرار قوبل بتظاهر آلاف المحتجين أمام منزله وبسببه صدرت تحذيرات عن قائد بارز بالحرس الثوري الإيراني وانتقاد من الخارجية الأمريكية.
ويأتي هذا الإجراء ضد آية الله عيسى أحمد قاسم بعد أقل من أسبوع من حكم محكمة بحرينية بتعليق أنشطة جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة وإغلاق مكاتبها متهمة إياها بإثارة اضطرابات طائفية وبأن لها صلات بقوى خارجية في إشارة واضحة لإيران.
وهذا هو أحدث إجراء تتخذه البحرين -التي أغلب سكانها من الشيعة وتحكمها أسرة سنية- ضد رموز الشيعة في البلاد في حملة تصعيد على ما يبدو ضد المعارضة.
وبررت البحرين تصرفاتها حيال رموز الشيعة بأنه دفاع عن الأمن القومي.
وقد ينتهي الأمر بطرد قاسم من البحرين.
وأفاد شهود بتجمع نحو أربعة آلاف شخص أمام منزل قاسم في قرية الدراز الشيعية غربي العاصمة المنامة لإظهار دعمهم له.
وفي رد فعل قوي حذر الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حكومة البحرين بأنها ستدفع الثمن لقرارها وأشار إلى أن البحرينيين ربما يردون بعمل مسلح.
وقال سليماني في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء "لاشك أنهم (آل خليفة حكام البحرين) يعرفون جيدا أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها ولن تبقي مثل هذه الممارسات خيارا للشعب إلا المقاومة والتي سيدفع آل خليفة ثمنها ولا تسفر إلا عن زوال هذا النظام المستبد."
وانتقدت وزارة الخارجية الإيرانية القرار.
وذكر بيان نقلته وكالة تسنيم للأنباء أن الوزارة حثت حكومة البحرين "على عدم حرق كل الجسور التي تربطها بالشعب" وعلى "إجراء حوار وطني جاد لإنهاء الأزمة الحالية."
وفي واشنطن التي تعتبر البحرين من أوثق حلفائها بالخليج وفيها مقر الأسطول الخامس الأمريكي قالت وزارة الخارجية إنها "قلقة" من القرار.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية "لا علم لنا بأي دليل موثوق يدعم هذا الإجراء."
وعبرت الولايات المتحدة وبريطانيا عن قلقهما من سجل حقوق الإنسان في البحرين.
وسحقت البحرين انتفاضة للشيعة في 2011 طالبوا خلالها بإصلاحات تسمح بمشاركة أكبر لهم في صنع القرار بالبلد الذي يحكمه السنة.
* سخط
لكن حالة السخط لا تزال تخيم على شوارع البحرين التي تعاني أزمة مالية جراء تراجع أسعار النفط الذي أدى إلى تباطؤ الاقتصاد.
ونقلت الوكالة عن بيان لوزارة الداخلية قوله إن قاسم كان يحاول تقسيم المجتمع البحريني بتشجيع الشبان على انتهاك الدستور "وشق المجتمع طائفيا سعيا لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبية".
وتابع البيان "وبناء على ذلك فقد تم إسقاط الجنسية البحرينية عن المدعو عيسى أحمد قاسم والذي قام منذ اكتسابه الجنسية البحرينية بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية."
ويقول الموقع الرسمي لقاسم إنه ولد في قرية شيعية في البحرين في الأربعينيات حين كانت الجزيرة لا تزال تحت الحكم البريطاني.
وردد المتجمعون أمام منزل قاسم الهتاف الشيعي "بالروح بالدم نفديك يا حسين."
وظهر قاسم في لقطات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي واقفا أمام ما بدا أنه منزله وهو يرد تحية الحشود.
وقال شهود إن عشرات من مركبات الشرطة شوهدت تجوب قرية الدراز لكن لم ترد أي تقارير عن وقوع اشتباكات.
* حزب الله يقول إن القرار "خطير"
ووصفت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية القرار بأنه "خطوة بالغة الخطورة" وحذر من "عاقبتها الوخيمة" على النظام الحاكم.
وقال بيان لحزب الله "السلطة بحماقتها وتهورها تدفع الشعب البحريني إلى خيارات صعبة ستكون عاقبتها وخيمة على هذا النظام الديكتاتوري الفاسد."
وسبق للبحرين اتهام حزب الله المدعوم من إيران بمساندة متشددين تتهمهم بالمسؤولية عن سلسلة تفجيرات على أراضيها. وتصنف البحرين حزب الله جماعة إرهابية.
وقال معهد البحرين للحقوق والديمقراطية إن هذه الخطوة قد تثير اضطرابات.
وقال سيد أحمد الوداعي المدير بالمعهد في بيان "نشعر بقلق بالغ من أن تصعد هذه التصرفات من التوترات في الشوارع وقد تؤدي إلى عنف إذ أن استهداف أكبر رجل دين شيعي في البلاد يعتبر خطا أحمر لكثير من البحرينيين."
كانت وسائل إعلام بحرينية ذكرت الأسبوع الماضي أن السلطات تحقق في حساب مصرفي حجمه عشرة ملايين دولار باسم الشيخ قاسم لمعرفة من أين يأتيه المال وكيف يُنفق.
وأثارت هذه الخطوة تصريحات شديدة اللهجة من رجال دين كبار بينهم الشيخ قاسم ضد أي محاولة للتدخل في جمع الخمس عند الشيعة.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)