وصلنا إلى بحر الأسبوع عزيزي القارئ والاقتصاد الأمريكي لا يزال يصدر المزيد من البيانات الرئيسية التي تثبت واحدة تلو الأخرى بأن المرحلة الأسوأ من الأزمة الاقتصادية قد تلاشت، وأن الاقتصاد يسير على خطى التعافي التدريجية، منوهين إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما كان قد ألقى خطاب الاتحاد أمس مساءا.
حيث أعرب اوباما عن تفاؤله إزاء الوضع الاقتصادي الراهن مشيرا إلى أن سوق الأسهم عاد للانتعاش نسبيا وأن أرباح الشركات بدأت بالارتفاع والاقتصاد عاود النمو، وذلك بعد عامين من مرحلة ركود كانت الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، كما وألمح بأنه يتحتم على الحكومة الأمريكية مساعدة الشركات التجارية على أن تبيع مزيدا من منتجاتها في الخارج.
ولهذا فإن الحكومة وضعت هدفا يتمثل في مضاعفة الصادرات بحلول العام 2014 - حيث كلما ارتفعت صادرات الولايات المتحدة، كلما ازداد عدد فرص العمل التي تستطيع الحكومة خلقها - وأشار اوباما بأن الحكومة وقعت اتفاقيات مع الهند والصين، وتلك الاتفاقيات ستدعم أكثر من 250 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة، كما وفي الشهر الماضي استكملت الحكومة اتفاقاً تجارياً مع كوريا الجنوبية سيدعم ما لا يقل عن 70 ألف فرصة عمل أميركية، الأمر الذي استعدى اوباما أن يناشد الكونغرس للتصديق على الاتفاق في أسرع وقت ممكن.
كما ودعا أوباما المشرعين ليجعلوا الحكومة أكثر استجابة و كفاءة واقترح تجميد عمليات الإنفاق على الكماليات غير الدفاعية و التي قد توفر 400 بليون دولار من الميزانية على مدى العقد المقبل كما أيد تخفيضات إضافية بقيمة 78 بليون دولار في ميزانية الدفاع.
وإلى جانب تخفيض النفقات دعا أوباما إلى لتحويل هذه الأموال الموفرة إلى الإنفاق على التعليم و تشجيع الابتكار و بناء الطرق و السكك الحديدية و شبكات الاتصالات السلكية و اللاسلكية. كما ركز الرئيس الأمريكي على ضرورة توفير التدابير الضرورية لتعجيل حركة الاقتصاد
وبالنسبة للبيانات الرئيسية الصادرة اليوم عن الاقتصاد الأمريكي فنبدؤها بتقرير مبيعات المنازل الجديدة التي من المتوقع أن ترتفع بنسبة 3.5% أو بمعدل سنوي يصل إلى 300 ألف وحدة سكنية مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 5.5% أو 290 ألف وحدة سكنية، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل الأمريكي لا يزال يعاني من ضغوطات جراء العوائق التي تقف أمام الاقتصاد الأمريكي.
ولكن على ما يبدو فإن عجلة التعافي والانتعاش عادت لتكتسب بعض الزخم مجدداً، في حين لا تزال الأنشطة الاقتصادية ضعيفة نسبيا في الاقتصاد الأمريكي وسط ارتفاع معدلات البطالة، تشديد شروط الائتمان، حيث تعمل تلك العوامل على إجبار المستهلكين على الإنفاق بحكمة.
أما بعد صدور تلك البيانات فإن الأنظار ستتجه نحو قرار الفائدة الأمريكي الذي سيصدر في وقت لاحق اليوم، وعلى الرغم من أن التوقعات تشير بأن الفدرالي سيبقى أسعار الفائدة على ما هي عليه بين 0.0 - 0.25% إلا أن المهم في الموضوع هو البيان الذي سيصدر على هامش القرار والذي يستضمن وجه نظر الفدرالي في الأوضاع الاقتصادية منذ آخر اجتماع له حتى الآن.
وهنا نشير بأن مجمل الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي لا تزال في طور البحث عن الاستقرار نوعا ما، وهذا ما يشير بأن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه المزيد من الوقت إلى أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون، إذ من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي مرحلة تعافي خلال الفترة القادمة وحتى النصف الثاني من العام 2011...