هونج كونج (رويترز) - قالت كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونج كونج يوم الثلاثاء إن تعافي المركز المالي الآسيوي من آثار الاحتجاجات يمكن أن يستغرق وقتا طويلا مع تحملها مسؤولية إعادة بناء الاقتصاد "بعد تراجع العنف".
وجاءت تصريحات لام بعد تطورات خطيرة في الأزمة المتصاعدة على مدى الأسبوع الماضي. وقالت بكين يوم الاثنين إن الاحتجاجات بدأت تظهر مؤشرات على "إرهاب" وتم إغلاق مطار المدينة في خطوة غير مسبوقة أدت إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية.
وبينما كانت لام تتحدث للصحفيين تهدج صوتها عند ذكر مؤشر هانج سينج للأوراق المالية في هونج كونج. وتراجع المؤشر أكثر من واحد بالمئة ليصل إلى أدنى مستوى منذ الرابع من يناير كانون الثاني. وانخفض المؤشر لاحقا نحو 1.5 بالمئة.
وقالت لام إن عنف المحتجين دفع هونج كونج نحو "حالة من الفزع والفوضى".
وأضافت "هونج كونج، المنفتحة، الحرة، المتسامحة للغاية، المستقرة اقتصاديا، ستعاني جراحا عميقة ... التعافي ربما يستغرق وقتا طويلا".
وأدخلت المظاهرات التي تزداد عنفا هونج كونج الخاضعة لحكم الصين في أسوأ أزماتها منذ عقود مما يمثل أحد أكبر التحديات أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ توليه السلطة عام 2012.
وبدأت الاحتجاجات لمعارضة مشروع قانون تم تعليقه ويسمح بتسليم المطلوبين في جرائم جنائية إلى الصين لكنها اتسعت لتصبح مطالبات بالديمقراطية.
* منعطف خطير
قالت الصين يوم الاثنين إن الاحتجاجات وصلت إلى منعطف خطير.
وقال يانغ قوانغ المتحدث باسم مكتب شؤون هونج كونج ومكاو في بكين "الاحتجاجات دأبت على استخدام أدوات خطيرة للغاية في مهاجمة الشرطة خلال الأيام القليلة الماضية، مما يمثل جرائم خطيرة مع ظهور مؤشرات على الإرهاب".
ويقول بعض الخبراء القانونيين في هونج كونج إن التوصيف الرسمي بالإرهاب يمكن أن يؤدي إلى استخدام قوانين مكافحة الإرهاب.
وأعيد فتح مطار هونج كونج يوم الثلاثاء مع استئناف بعض الرحلات لكن المئات الأخرى ألغيت. ونصحت شركات طيران مثل الخطوط الجوية الفيتنامية وجيت ستار باسيفيك والخطوط الجوية الماليزية المسافرين بتغيير مواعيد رحلاتهم.
وكان المطار آخر محطة وصلت إليها الاحتجاجات التي بدأت قبل شهرين.
وألقت إدارة المطار باللوم على المتظاهرين في تعطل الرحلات يوم الاثنين لكن سبب الإغلاق على وجه التحديد لم يكن واضحا لأن المتظاهرين الذين كانوا يحتلون صالة الوصول خلال الأيام الخمسة الماضية كانوا مسالمين.
وغادر معظم المحتجين المطار بعد منتصف الليل بوقت قصير ولم يبق سوى نحو 50 محتجا في وقت مبكر يوم الثلاثاء.
ومطار هونج كونج هو ثامن أكبر مطارات العالم من حيث حركة المسافرين ويمر منه 73 مليون مسافر سنويا.
وقالت كاثاي باسيفيك، وهي الشركة الوطنية للطيران في هونج كونج، عبر موقعها على الإنترنت إنها ألغت أكثر من 200 رحلة من وإلى المطار يوم الثلاثاء وإنها ستسير عددا محدودا من الرحلات لخدمة المسافرين.
وهبطت أسهم كاثاي إلى أدنى مستوى منذ 10 سنوات يوم الاثنين واستمر الهبوط يوم الثلاثاء حيث انخفضت أكثر من 4.5 بالمئة في الجلسة الصباحية.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)