من فواز سلمان
عدن (اليمن) (رويترز) - قال الانفصاليون الجنوبيون في اليمن يوم الخميس إنهم مستعدون لحضور قمة في السعودية لحل الأزمة في عدن بعد أن سيطروا على المدينة الساحلية الجنوبية مقر الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض.
وكشفت سيطرة قوات الانفصاليين المدعومين من الإمارات على عدن الصدوع في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ ما يربو على أربع سنوات، كما عقّدت جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان "لا ننسى أيضا أن نحيي بإكبار دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ونشكر مساعيها الحثيثة لاحتواء الأزمة ودعوتها طرفي النزاع الاحتكام للحوار برعايتها، سيُعقد في جدة حال استكمال الترتيبات اللازمة".
والانفصاليون عنصر رئيسي في التحالف المدعوم من الغرب الذي تدخل في اليمن لمحاربة الحوثيين في مارس آذار 2015 بعد أن أطاحوا بحكومة عبد ربه منصور هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر 2014. وأصبح مقر الحكومة في عدن، لكن هادي يقيم في الرياض.
وأعادت الحرب توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه، اللذين انفصلا في السابق ثم اتحدا في دولة واحدة عام 1990.
وقال متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي لرويترز يوم الأربعاء إن الانفصاليين سيحتفظون بالسيطرة على عدن ما لم يتم إبعاد حزب الإصلاح، العمود الفقري لحكومة هادي، وكذلك الشماليين من مواقع السلطة بالجنوب.
وسيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مقار الحكومة بعد اتهام حزب الإصلاح المتحالف مع هادي بالتواطؤ في هجوم صاروخي حوثي على القوات الجنوبية هذا الشهر، وهو ما ينفيه الحزب.
وقال مسؤول محلي لرويترز إن القوات ابتعدت عن القصر الرئاسي شبه الخالي والبنك المركزي. ولم تظهر أي إشارة تنم عن مغادرتها معسكرات الجيش.
ولخص بيان المجلس الانتقالي الجنوب خطته للحكم في عدن بما في ذلك "نقل كافة الوحدات العسكرية إلى معسكرات خارج مدينة عدن، باستثناء الأمن العام وقوات الدعم والإسناد".
وقالت حكومة هادي إنها لن تشارك في القمة ما لم تنسحب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وطلبت من الإمارات وقف دعمها.
ويقول محللون إن الرياض وأبوظبي تختلفان على كيفية المضي قدما في اليمن. وخفضت الإمارات، الحليف العسكري الرئيسي للمملكة على الأرض في أغلب فترات الحرب، وجودها العسكري في يونيو حزيران تحت ضغط من الحلفاء الغربيين لإنهاء الصراع.
وهي لا تزال تدعم حوالي 90 ألفا من القوات اليمنية التي تضم انفصاليين جنوبيين ومقاتلين ساحليين.
ومثل السعودية، وجهت الإمارات دعوة للحوار لكنها لم تطلب من قوات الجنوب التي تمولها وتسلحها التخلي عن السيطرة على عدن. وتعتبر الإمارات حزب الإصلاح فرعا لجماعة الإخوان المسلمين، في حين تغض الرياض الطرف مع الحزب لأنه يدعم هادي.
ونفى مسؤول إماراتي في بيان وجود خلاف بين الإمارات والسعودية فيما يتعلق باليمن مؤكدا على استمرار التحالف بين البلدين.
وعبر المسؤول عن قلقه الشديد بشأن الموقف في عدن، وقال إن عمل التحالف على الأرض يتطور بهدف تهيئة المناخ للاستقرار والأمن والسلام.
وشارك عشرات الآلاف من اليمنيين في مسيرة بمدينة عدن يوم الخميس لمطالبة المجتمع الدولي والتحالف العربي المدعوم من الغرب بالاعتراف بإسهامات الجنوبيين في التحالف وحقهم في الحكم.
ووصل كثيرون من محافظات جنوبية أخرى. ورفع رجل بطاقة هوية قديمة مهترئة تعود إلى اليمن الجنوبي ولوح كثيرون بعلم اليمن الجنوبي.
وجاء في بيان بمناسبة المسيرة "نناشد المجتمع الدولي ودول التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة باحترام إرادة شعب الجنوب كونه الشريك الأساسي في التحالف العربي في مجابهة المد الفارسي بالمنطقة ومكافحة الإرهاب... واستقرار المنطقة والعالم".
واتهم البيان، الصادر عن منظمات مجتمع مدني واتحادات مهنية ونقابات عمالية، حكومة هادي بسوء الإدارة قائلا إنها تحولت إلى "مقصلة على رقاب الشعب".
وشدد وزير الخارجية القطري على تويتر على أهمية الحفاظ على وحدة اليمن.
وتعمل الأمم المتحدة على الحد من التوتر في أنحاء اليمن تمهيدا لمفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى شفا المجاعة.
وينظر كثيرون إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، بينما يقول الحوثيون إنهم ثاروا على الفساد.
ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى، إن الوضع في عدن يثبت أن هادي لا يمكن أن يكون شريكا جادا في أي مفاوضات.
وقال حسين العزي نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين على تويتر "لا يليق بنا إلا أن نحترم جماهير الشعب التي خرجت اليوم في جنوبنا الحبيب، وإن شخصا لا يحترم السيول البشرية التي تخرج في شمال الوطن وجنوبه رافضة هادي ومن معه لهو شخص مريض ومختل".
(شارك في التغطية محمد مخشف من اليمن وآلاء سويلم وأحمد طلبة من القاهرة وغيداء غنطوس من دبي - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)