من جيسي بانج وتويني سيو
هونج كونج (رويترز) - استخدمت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع لفض احتجاجات مناهضة للحكومة في ضاحية صناعية يوم السبت بعد أن ألقى بعض الناشطين قنابل حارقة وحجارة، في حين أفرجت الصين عن موظف بالقنصلية البريطانية أثار اعتقاله المزيد من التوتر.
وأغلقت السلطات أربع محطات لقطارات الأنفاق قرب منطقة كوان تونج المكتظة بالسكان والواقعة على شرق شبه جزيرة كولون بالمدينة الخاضعة للحكم الصيني، لكن الآلاف احتشدوا في الشوارع رغم هذا وكان معظمهم يحمل مظلات واقية من الشمس.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن ألقى بعض المحتجين القنابل الحارقة والحجارة في حين أتلف آخرون أعمدة إضاءة "ذكية" مزودة بكاميرات مراقبة. وأقام بعض المحتجين حواجز على الطرق باستخدام سقالات من الخيزران.
وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع منذ عشرة أيام بعد سلسلة مظاهرات اتسم معظمها بالسلمية.
ولم ترد أنباء فورية عن حدوث إصابات.
وكُتب على جدار عبارة "إما الديمقراطية أو الموت" مما يوضح مدى اتساع نطاق مطالب المحتجين التي كانت تقتصر على سحب مشروع قانون كان سيقضي بتسليم المشتبه بهم في قضايا جنائية إلى بر الصين الرئيسي لمحاكمتهم.
وقالت الحكومة في بيان إن المحتجين "يمثلون تهديدا خطيرا على سلامة الجميع".
وأضاف البيان "بعد أن ذهبت التحذيرات المتكررة للمحتجين أدراج الرياح استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والحد الأدنى من القوة لتفريقهم".
وكان المطار يعمل بشكل طبيعي وكذلك الحركة على الطرق وخطوط السكك الحديدية المؤدية إلى المنطقة رغم خطط المحتجين لتطبيق "اختبار ضغط" على شبكات النقل وتعطيل حركة المرور بعد الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع.
وأُغلق المطار لبعض الوقت الأسبوع الماضي بعد أن احتشد المحتجون في المبنى الرئيسي لعدة أيام مما تسبب في عدم إقلاع نحو 1000 رحلة جوية وأثار اشتباكات متقطعة مع الشرطة.
ودفعت النداءات المطالبة بالديمقراطية المدينة إلى أتون أزمة لم يسبق لها مثيل مما شكل تحديا مباشرا لزعماء الحزب الشيوعي في بكين.
ويقول المتظاهرون إنهم يحتجون اعتراضا على تقويض مبدأ (دولة واحدة ونظامان)، وهو الترتيب الذي كفل قدرا كبيرا من الحكم الذاتي لهونج كونج منذ أن أعادتها بريطانيا إلى الحكم الصيني في عام 1997.
واحتج المئات على بث "أخبار كاذبة" أمام مقر الإذاعة والتلفزيون في هونج كونج.
وقالت سيدة أعمال تدعى ميشيل تسي "أصبحت الإذاعة والتلفزيون أكثر تحيزا في السنوات الأخيرة. تتكلم نحو 90 في المئة من برامجها بشكل سيئ عن الصين وتقول إن البلاد ليس بها ديمقراطية ولا حرية".
وقالت متحدثة باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون إنها تأخذ بعين الاعتبار الآراء التي أثيرت. ونقلت عنها صفحة الهيئة على فيسبوك قولها إن العاملين "يتبعون ميثاق الهيئة وتعليمات المنتج وملزمون بتقديم برامج موضوعية".
* الإفراج عن موظف بالقنصلية البريطانية
قالت الشرطة في مدينة شنتشن الصينية الواقعة عبر الحدود من هونج كونج على حسابها على موقع ويبو الشبيه بتويتر إن سايمون تشنغ، الموظف بالقنصلية البريطانية، احتجز لمدة 15 يوما لخرقه قوانين إدارة الأمن العام.
وأضافت أنها أفرجت عنه وفقا لما هو مقرر يوم السبت وتمت مراعاة حقوقه ومصالحه القانونية. وقالت أيضا إنه اعترف بالاتهامات الموجهة له، وهي عبارة تستخدمها الشرطة الصينية عادة على الرغم من أن تشنغ لم يحصل على فرصة الدفاع عن نفسه أمام المحكمة.
وقالت عائلة تشنغ على صفحته على فيسبوك إنه عاد الآن إلى هونج كونج.
ولم ترد أي تفاصيل عن ظروف اعتقاله في حين طلبت العائلة خلال منشورها على فيسبوك من وسائل الإعلام والأصدقاء منحها "بعض الوقت والمساحة وسوف نوضح المزيد لاحقا".
كان بعض المحتجين قد طالبوا في الأيام القليلة الماضية بالإفراج عن تشنغ.
من جهتها رحبت الحكومة البريطانية يوم السبت بالإفراج عن تشنغ. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نرحب بالإفراج عن سايمون تشنغ ونحن سعداء لعودته مجددا إلى عائلته. سنواصل تقديم الدعم لهم".
وبعد مرور نحو ثلاثة أشهر على بدء الاحتجاجات لا توجد أي دلائل تشير إلى توقفها. وشكل آلاف المحتجين يوم الجمعة سلاسل بشرية حول المدينة في احتجاج سلمي وصف بأنه "سلسلة هونج كونج".
وترفض السلطات حتى الآن تلبية أي مطلب من المطالب الخمسة الرئيسية للمحتجين ومنها إجراء تحقيق مستقل في لجوء الشرطة لسبل قمعية وسحب مشروع قانون تسليم المشتبه بهم للصين نهائيا وتطبيق ديمقراطية كاملة.
وينوي المنظمون إقامة احتجاجات في الأسابيع القادمة منها مسيرة حاشدة وإضراب على نطاق واسع ومقاطعة الدراسة في الجامعات.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)