من جيف ميسون ومايكل روز
بياريتس (فرنسا) (رويترز) - بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد وكأنه يستخف بجهود الوساطة الفرنسية مع إيران إذ قال إنه رغم سعادته بمساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتهدئة التوتر مع طهران، فإنه سيواصل مبادراته الخاصة.
ويبذل الزعماء الأوروبيون جهودا مضنية للحيلولة دون مواجهة محتملة بين إيران والولايات المتحدة منذ قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
وكان ماكرون، الذي دفع جهود الوساطة في الأسابيع الماضية بهدف تجنب المزيد من تدهور الوضع في المنطقة، قد أبلغ تلفزيون (إل.سي.آي) بأن دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى اتفقت على العمل المشترك بشأن إيران.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن زعماء دول مجموعة السبع وافقوا على أن يعقد ماكرون محادثات مع إيران ويبعث برسائل إليها بعدما ناقشوا القضية خلال مأدبة عشاء على هامش قمتهم بجنوب غرب فرنسا مساء يوم السبت.
لكن ترامب الذي يتبنى سياسة الضغط على إيران لأقصى حد نفى ذلك.
وردا على سؤال عما إذا كان وقع على بيان بشأن إيران يعتزم ماكرون إعلانه نيابة عن دول مجموعة السبع، قال ترامب للصحفيين "لم أناقش ذلك. لا لم أفعل"، مضيفا أن ماكرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لديهما الحرية في الحديث مع إيران.
وقال "سنجري اتصالاتنا لكن، كما تعلمون، ليس بوسعي منع الناس من الحديث. إذا أرادوا الحديث، يمكنهم ذلك".
والتقى ماكرون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الجمعة بهدف مناقشة مقترحات لاحتواء الأزمة من بينها تخفيف بعض العقوبات الأمريكية أو منح إيران آلية تعويض اقتصادي.
وبدا ماكرون لاحقا وكأنه يتراجع عن تصريحات سابقة لفريقه وقال إنه لا يوجد تفويض رسمي من زعماء دول مجموعة السبع لتوجيه رسالة إلى إيران.
وفي إشارة إلى مدى صعوبة اتفاق الحلفاء على إجراءات ملموسة، قال ماكرون إن الزعماء توافقوا على عدم امتلاك إيران قنبلة نووية وضمان السلام والأمن في الشرق الأوسط.
وكان من المقرر أن يناقش ماكرون هذه الأفكار مع ترامب على هامش قمة دول مجموعة السبع التي تضم أيضا بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون لتلفزيون (إل.سي.آي) "الجميع يرغب في تجنب اندلاع صراع وكان دونالد ترامب واضحا تماما في هذه النقطة".
وأضاف ماكرون "علينا مواصلة الأخذ بزمام المبادرات في الأسابيع المقبلة... لضمان عدم اتخاذ إيران مزيدا من القرارات التي تتناقض مع هذا الهدف وفي الوقت ذاته البدء في مفاوضات جديدة"، دون مزيد من التفاصيل.
وردت طهران على تشديد العقوبات الأمريكية، وما تقول إنه تقاعس القوى الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي عن تعويضها عن خسائر عوائد النفط، بسلسلة من الإجراءات التي تضمنت تقليص التزاماتها فيما يتعلق بالقيود على نشاطها النووي بموجب هذا الاتفاق.
ولم تشر الولايات المتحدة إلى عزمها تخفيف أي عقوبات كما أن نوع آلية التعويض التي أشار إليها ماكرون ليس واضحا. ولم يُفعل بعد مقترح بشأن قناة تجارية لتبادل المساعدات الإنسانية والأغذية مع إيران.
وقال ماكرون إنه يتوقع أن تلتزم إيران بالاتفاق النووي بصورة كاملة ردا على أي تنازلات، كما أن عليها الانخراط في مفاوضات جديدة تشمل كذلك برنامج صواريخها الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)