من باريسا حافظي وطوقان خالد
دبي (رويترز) - نأت إيران بنفسها يوم الأحد عن هجمات على منشأتي نفط سعوديتين لكن مسؤولين ومحللين قالوا إن المتشددين في طهران ربما يعتبرون الهجمات انتصارا على السياسة الأكثر تشددا التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية.
ونفت إيران مزاعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنها تقف وراء الهجمات، التي وقعت يوم السبت وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن مسؤوليتها عنها، وتساند السعودية السنية وإيران الشيعية فصائل متحاربة في مختلف أرجاء الشرق الأوسط من اليمن وسوريا إلى لبنان والعراق. وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم حكومة اليمن المعترف بها دوليا ضد الحوثيين.
وقال مسؤول إيراني بارز إن تصاعد التوتر بشأن الهجمات قد يخل بتوازن القوى في إيران لصالح المتشددين الذين يتطلعون إلى الحد من قدرة الرئيس حسن روحاني على الانفتاح على الغرب.
وما زال بغض الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي للولايات المتحدة يمثل عائقا كبيرا أمام أي حل دبلوماسي على الرغم من المزايا المحتملة لاقتصاد إيران المتضرر بسبب العقوبات.
وقال مسؤول حكومي بارز طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع "هناك صقور في إيران وفي أمريكا وفي المنطقة يريدون مواجهات عسكرية".
وأضاف "مثل هذه الهجمات ستجعل المواجهة العسكرية أمرا حتميا وهذا ما يريده المتشددون في إيران ومناطق أخرى. ومثل هذه المواجهة لن تضر إيران فقط بل ستضر جميع الدول المطلة على الخليج الفارسي".
وانتهجت واشنطن، الحليف القوي للرياض، سياسة "الحد الأقصى من الضغط" لحمل طهران على التفاوض على اتفاق أوسع يفرض قيودا أكثر على برنامجها النووي ويحد من نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية وينهي دعمها لقوى تعمل بالوكالة عنها في المنطقة.
وردا على تشديد العقوبات الأمريكية على صادرات النفط منذ انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بدأت إيران في التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق وهددت بغلق مضيق هرمز بالخليج الذي تمر عبره ما يقدر بخمس تجارة النفط العالمية.
وقال الحرس الثوري، هو قوة خاصة كلفتها إيران بأمن الخليج وتتلقى أوامرها من خامنئي نفسه، يوم الأحد إن إيران مستعدة "لحرب شاملة".
غير أن خامنئي قال مرارا إن طهران لن تبدأ حربا قط لكنها ستجعل المعتدين يندمون على أي هجوم يشنونه. ومنع كذلك إجراء محادثات مع الولايات المتحدة التي يصفها المتشددون بأنها "الشيطان الأكبر".
وترك روحاني، مهندس الاتفاق النووي الذي قاد إلى رفع العقوبات في مقابل أن تقلص إيران أنشطتها النووية، الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية بقوله إن واشنطن يمكنها الانضمام لمحادثات نووية بين طهران ودول أخرى إذا رفعت العقوبات.
وقال سايمون هندرسون مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسات الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "طهران تعتقد فيما يبدو أن مثل هذه ... الهجمات تعطيها ميزة أمام واشنطن. إذا اجتمع ترامب مع روحاني في نيويورك قد يكون هذا هو الحال رغم أن طهران بالغت في تقدير وضعها".
وقالت واشنطن وطهران إنه ليست هناك خطط لعد اجتماع بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا مرارا أن ترامب مستعد للاجتماع مع روحاني بدون شروط مسبقة.
وقال مسؤول إيراني آخر لرويترز "الأمر يرجع لأمريكا. إيران هي الفائزة لأن أي هجمات مثل هذه ترفع أسعار النفط وإيران تستفيد من ذلك".
وأضاف "يتعين أن تقبل أمريكا بأنها بالضغط على إيران وإلقاء اللوم علينا (في أزمات الشرق الأوسط كلها) لن تحقق أمن المنطقة".
ودعت السلطات الإيرانية القوات الأجنبية لمغادرة الخليج وطلبت من دول الخليج العربية التعاون معها لتأمين سلامة المنطقة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)