استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

تفاقم أزمة المياه في مصر مع تعثر محادثات سد النهضة وارتفاع درجات الحرارة

تم النشر 07/11/2019, 03:47
© Reuters. تفاقم أزمة المياه في مصر مع تعثر محادثات سد النهضة وارتفاع درجات الحرارة

من نادين إبراهيم

الفيوم (مصر) (رويترز) - اعتاد أحمد عبد ربه الحصول على كل ما يحتاجه من المياه لري أرضه الزراعية بمحافظة الفيوم على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة المصرية القاهرة.

لكن القناة التي تربط فدادينه السبعة بنهر النيل بدأت تجف ليجد نفسه مضطرا إلى تبوير نصف المساحة.

وحيازته الزراعية تلك إحدى ضحايا أزمة مياه تزحف على البلاد، ويزيدها حدة تنامي عدد السكان في مصر والتأثيرات السلبية لتغير المناخ.

بل إن مصر تخشى من أن تسوء الأمور مع بدء إثيوبيا ملء خزان السد العملاق. وتستضيف الولايات المتحدة يوم الأربعاء محادثات بين الدولتين إلى جانب السودان في محاولة لاستئناف مباحثات متوقفة بشأن مشروع الطاقة الكهرومائية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه اجتمع مع مسؤولين من مصر وإثيوبيا والسودان لبحث تلك القضايا.

وقال ترامب على تويتر "الاجتماع مضى بشكل جيد والمباحثات ستستمر خلال اليوم!".

لكن حتى إذا نجحت واشنطن فيما فشلت فيه المفاوضات الثلاثية على مدى سنوات، فستظل مصر تعاني من مشكلات مياه أوسع نطاقا تجعلها تكابد للحفاظ على إنتاج الغذاء.

وقال عبد ربه وهو يقف بجوار أرضه التي يزرع فيها القمح وبعض مزروعات علف الماشية "مية (مياه) النيل بسيطة خالص".

وأضاف "في الشتا ساعات بتكتر (تكثر) المية، لكن طبعا الأرض مبتقبلش (لا تقبل) مية كتيرة في الشتا. فبتجلنا (تأتي لنا) نسبة بسيطة في الشتا. إنما في الصيف مبيجلناش (لا تأتي لنا مياه) نيل خالص".

يقول المسؤولون المصريون إن النصيب السنوي للفرد من المياه يبلغ حاليا نحو 570 مترا مكعبا، وهو ما يعني أن البلاد تعاني شحا مائيا وفقا لعلماء المياه الذين يضعون عتبة لتلك الظاهرة بألف متر مكعب للفرد سنويا.

* طين ووحل

ومن المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من المياه في مصر إلى 500 متر مكعب بحلول 2025، وذلك دون الأخذ في الاعتبار تأثير سد النهضة العظيم الذي تقول مصر إنه سيخفض منسوب المياه أكثر. غير أن إثيوبيا تقول إنها تأخذ احتياجات مصر والسودان من المياه في الحسبان.

والمخاطر عالية. ففي حين تراجع الحديث عن صراع فعلي بين البلدين، فإن مصر تعتبر السد تهديدا وجوديا قد يقضي على الزراعة ويهدد إمدادات الطاقة.

وتستخدم مصر أكثر من 80 في المئة من مياهها في الزراعة، لكن شح المياه دفع القاهرة بالفعل لاستيراد أكثر من نصف غذائها لتصبح أكبر مستورد للقمح في العالم.

وتحث الحكومة المزارعين على استخدام وسائل ري أكثر كفاءة وفاعلية وزراعة محاصيل ذات دورة زراعية قصيرة بما يستتبع استخدام مياه أقل. وتحاول كذلك إعادة تدوير مزيد من المياه.

لكن إدارة المياه وأنظمة الري لم تصل للجميع.

قال مزارع يدعى عارف محمد قرب مدينة الأقصر في جنوب مصر "مازلنا بنستخدم المساقي القديمة. اللي هيه طبعا بالطين ومن الأرض وبتهدر المية وبتاخد وقت في ري الأرض".

ويقول سكان محليون إن الغرامات التي تستهدف منع الفلاحين في دلتا النيل بشمال مصر من زراعة الأرز كثيف الاستهلاك للمياه لم تطبق هذا العام بنفس صرامة العام الماضي. وأدى ذلك إلى زيادة مساحة الأرض المنزرعة بالأرز إلى 1.75 مليون فدان مقارنة بنحو 800 ألف في الفترة نفسها من 2018.

* درجات حرارة

وتغير المناخ خطر آخر. فقد تفقد مصر مع ارتفاع درجات الحرارة 30 في المئة من إنتاجها الغذائي في مناطقها الجنوبية بحلول 2040 وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وخفضت الموجات الحارة بالفعل إنتاج المحاصيل. ففي الفيوم يقول السكان إن درجات الحرارة ترتفع منذ سنوات، مما أجبر المزارعين على استخدام مياه أكثر لري أرض أقل.

قال مزارع آخر في الفيوم طلب عدم ذكر اسمه "مجلناش (لم يأتنا) أي زرع صيفي من الأرض دي بسبب ارتفاع درجة الحرارة. دلوقتي (حاليا) أنا لو عندي فدانين، بزرع نص وبسيب نص".

وتأثير التغير المناخي في دول المنبع غير مؤكد.

قالت تهاني مصطفى سليط من وزارة الموارد المائية والري المصرية "مش واضح إذا هيكون في زيادة أو في نقصان في هطول الأمطار على دول المنابع. وبالتالي بقا عندنا مشكلة تحدي كبير إن مش عارفين نعمل سياستنا على اعتبار زيادة أو نقصان في الموارد".

© Reuters. تفاقم أزمة المياه في مصر مع تعثر محادثات سد النهضة وارتفاع درجات الحرارة

لكن راندا أبو الحسن من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قالت إن أي تغير في تدفق مياه النيل قد يحدث أثرا كبيرا. وأضافت "كل نقص بنسبة 2 بالمئة من المياه يؤثر على مليون شخص".

(شاركت في التغطية نادين عوض الله ومؤمن سعيد عطا الله- إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.