الجزائر (رويترز) - قالت وزارة العدل إن الجزائر أطلقت يوم الخميس سراح 76 معتقلا بينهم ناشط معارض بارز في إطار سعي الدولة لإنهاء الاحتجاجات الحاشدة المستمرة على مدى عدة أشهر.
وأضافت الوزارة في بيان أن من بين المُفرج عنهم لخضر بورقعة وهو عسكري سابق شارك في حرب التحرير الجزائرية في ستينيات القرن الماضي واعتُقل في يونيو حزيران والعميد المتقاعد حسين بن حديد. كما تم الإفراج عن عشرات المعتقلين الآخرين في الأيام القليلة الماضية.
وعرض الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، الذي انتُخب الشهر الماضي في انتخابات وصفتها المعارضة بأنها غير شرعية، فتح حوار مع حركة الاحتجاج التي تفتقر للقيادة.
وقال محللون سياسيون في الجزائر إن الإفراج عن المحتجزين ربما يستهدف كسب الدعم في صفوف المعارضين لإجراء محادثات.
وقال المحلل السياسي فريد فراحي "الإفراج عن بورقعة اليوم إشارة طيبة لتهدئة التوتر".
وخرج مئات ألوف المحتجين إلى شوارع الجزائر في فبراير شباط بشكل يومي في البداية ثم أسبوعيا بعد ذلك. ونجحوا في أبريل نيسان في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي.
وسعت السلطات، بما فيها الجيش القوي، لتهدئة الاحتجاجات بإلقاء القبض على كثير من حلفاء بوتفليقة بتهم الفساد بينما سمحت باستمرار المظاهرات.
وانتُخب تبون في انتخابات وصفتها المعارضة بأنها غير شرعية وطالبت بإرجائها لحين إبعاد كل الطبقة الحاكمة عن السلطة. وفاز تبون بنسبة 58 في المئة من الأصوات في انتخابات تفيد النتائج الرسمية بأن نسبة الإقبال على المشاركة فيها بلغت 40 في المئة.
وكان الجيش، ورئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح الذي توفي بنوبة قلبية الأسبوع الماضي، يدفع من أجل إجراء الانتخابات. وعين الرئيس عبد المجيد تبون اللواء سعيد شنقريحة رئيسا لأركان الجيش بالإنابة بعد وفاة قايد صالح.
وعلى الرغم من أن الكثير من المعارضين اعتبروا قايد صالح وحلفاءه من قادة الجيش عقبة رئيسية في طريقهم فإن كثيرين منهم أيضا ينسبون له الفضل في عدم استخدام القوة ضد المحتجين. وشارك مئات الألوف في مراسم جنازته.
وكان بورقعة، وهو ناشط سياسي وعسكري جزائري سابق شارك في حرب التحرير الجزائرية في ستينيات القرن الماضي، قد اعتُقل في يونيو حزيران حين بدأت السلطات تلقي القبض على مزيد من المحتجين الذين تدفقوا على الشوارع منذ فبراير شباط.
(تغطية صحفية لمين شيخي - إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)