💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

تخبط السياسة الخارجية الإيطالية إزاء ليبيا

تم النشر 09/01/2020, 21:45
© Reuters. تخبط السياسة الخارجية الإيطالية إزاء ليبيا

من كريسبيان بالمر

روما (رويترز) - سعت إيطاليا جاهدة يوم الخميس لإنقاذ مصداقيتها الدبلوماسية بعد فشل محاولة منها للعب دور محوري في إنهاء الصراع المستمر منذ وقت طويل في ليبيا مما كشف عن إخفاقات في قلب الحكومة.

وتشهد ليبيا تغيرات عنيفة مستمرة منذ أدت حملة جوية لحلف شمال الأطلسي في 2011 إلى الإطاحة بمعمر القذافي. وكانت إيطاليا الأكثر تأثرا بشكل مباشر بالفوضى الناجمة عن ذلك، التي أدت إلى انطلاق موجة هجرة إلى شواطئها، وتسعى إلى قيادة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار.

لكن في موقف محرج لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي، رفض رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج لقاءه يوم الأربعاء بعدما اكتشف أن خصمه اللدود القائد العسكري خليفة حفتر تلقى دعوة أيضا إلى روما.

في الوقت نفسه وجد وزير الخارجية لويجي دي مايو نفسه وحيدا خلال اجتماع مع نظرائه من فرنسا ومصر واليونان وقبرص في رفض التوقيع على البيان الختامي للاجتماع بشأن ليبيا لأنه شعر أنه منحاز لصالح حفتر.

وجعل الموقفان حكومة إيطاليا الائتلافية تبدو منبوذة على الساحة الدولية ومنقسمة داخليا، مما يوجه ضربة قد تكون قاتلة لجهود روما الدبلوماسية الرامية لتحقيق السلام في ليبيا.

وقال أرتورو فارفيلي مدير مكتب مؤسسة (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية) البحثية في روما "ما حدث بالأمس كان محرجا بصراحة".

وأضاف "لا يولي السياسيون لدينا اهتماما كافيا بالسياسة الخارجية ويدفعون ثمن ذلك".

والتقى كونتي ودي مايو يوم الخميس في محاولة لرسم طريق للمضي قدما. ولم يحظ أي منهما بأي خبرة دبلوماسية قبل دخول الحكومة للمرة الأولى في 2018.

لكن خبراء في السياسة الخارجية قالوا إن روما فقدت المبادرة لصالح دول أكثر فعالية، مثل فرنسا وتركيا وروسيا، بينما اتهمت أحزاب المعارضة الحكومة بعدم الكفاءة.

وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف "كونتي خطير حقا وغير كفء"، متهما رئيس الوزراء بارتكاب خطأ بروتوكولي بسيط باستقباله حفتر قبل أن يلتقي السراج أولا.

وأضاف "لدينا هواة يتصرفون بحرية".

ففي يوليو تموز 2018، أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كونتي الإشارة للإشراف على جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، عندما قال إنه يعترف "بدور إيطاليا القيادي".

ولكن حتى مع هذا الدعم الواضح، فشلت روما في حشد تأييد عالمي لرجلها المفضل السراج، بعد أن دعمت فرنسا ومصر والإمارات حفتر في صراع بالوكالة تحركه مصالح اقتصادية واستراتيجية متباينة.

وسعت إيطاليا في وقت لاحق إلى بناء علاقاتها الخاصة مع حفتر، على أمل تهدئة مخاوفها المتعلقة بالطاقة في ليبيا في حالة انتصاره بنهاية المطاف. لكن كونتي أُخذ على غرة عندما أعلنت تركيا في خطوة غير متوقعة الشهر الماضي أنها سترسل مستشارين عسكريين وربما قوات لدعم السراج في طرابلس.

وقال جليل حرشاوي، الباحث في معهد كلينجندايل، وهو مركز أبحاث هولندي مستقل إن "العملية التي تستولي بها تركيا وروسيا على المجال الدبلوماسي لا رحمة فيها ولا رجعة عنها إلى حد كبير. إيطاليا تتخبط بمفردها وتفشل فشلا ذريعا".

ونفى كونتي يوم الخميس أي تضارب حكومي بشأن ليبيا، في حين أقر دي مايو في رسالة إلى صحيفة لا ريبوبليكا بأن السياسيين لم يعرفوا على الدوام كيف يستفيدون من خبرات دبلوماسييهم ووكالات مخابراتهم.

وأعرب دبلوماسيون، تحدثوا مشترطين عدم نشر أسمائهم، بسبب حساسية الموضوع، عن شعورهم بالإحباط من النهج السياسي الذي طُلب منهم اتباعه في الأشهر الأخيرة.

وقال مصدر في المخابرات "كان الأمر (الصادر لنا) هو الحفاظ على خطوط الاتصال مع الجميع، لكن عليك، في النزاعات المفتوحة، أن تحدد مكانك بوضوح"، مبديا استياءه من أن روما حاولت أن تكون صديقة للجميع، وفقدت التأثير نتيجة لذلك.

ويخشى الدبلوماسيون من أن تفقد روما نفوذها في مناطق أخرى غير ليبيا.

وكان هذا ملحوظا في الأسبوع الماضي عندما اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالمسؤولين في جميع أنحاء العالم بعد مقتل الميجر جنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد، لكنه لم يتصل بروما، على الرغم من أن إيطاليا صاحبة أكبر وجود لقوات غربية في العراق بعد الولايات المتحدة.

وقال فارفيلي إن إيطاليا تعاني من عواقب عدم اتساق عملية صنع القرار وسوء الإعداد السياسي.

© Reuters. تخبط السياسة الخارجية الإيطالية إزاء ليبيا

وأضاف "قادتنا السياسيون يرتكبون أخطاء على الساحة الدولية". وأوضح أنه سيتعين على روما أن تكف عن محاولة القيادة في ليبيا وأن تسعى بدلا من ذلك إلى توافق أوروبي مؤكدا "ليس لدينا أي أوراق أخرى نلعبها".

(إعداد دعاء محمد وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.