اختتمت مؤشرات الأسهم الأمريكية ثالث جلسات التداول لهذا الأسبوع على تغيرات طفيفة موضحة تباين في الأداء عقب تلاشي معظم الخسائر التي تكبدتها في مطلع تداولات جلسة اليوم الأربعاء وسطط حالة القلق التي تنتاب المستثمرين تجاه ملف أوكرانيا ووتيرة نمو الاقتصاد العالمي، وذلك مع توجه أنظار المستثمرين في وول ستريت لبيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بحلول غداً الخميس والتي قد توضح ارتفاعاً خلال شباط/فبراير الماضي.
ناهيك عزيزي القارئ عن الترقب لتقرير ميزانية الخزينة الشهري للشهر ذاته والذي قد يوضح عجزاً بنحو 195.0$ مليار عقب عجز بنحو 203.5$ مليار في القراءة السابقة لشهر كانون الثاني/يناير، نظراً لكون معضلة سقف الدين العام الأمريكي لا تزال تلوح في الآفاق مع وصول وزارة الخزانة الأمريكية لسقف الدين العام في السابع من شباط/فبراير الماضي، الأمر الذي قد ينعكس على توجهات بنك الاحتياطي الفدرالي حيال تقليص مشتريات البنك الشهرية من سندات الخزانة الأمريكية.
هذا ومن المرتقب أن تتضح ملامح توجهات بنك الاحتياطي الفدرالي تحت قيادة المحافظة الجديدة للبنك جينيت يلين والتي تولت زمام الأمور خلفاً لبيرنانكي في نهاية كانون الثاني/يناير، بشكل أفضل في خلال الأسبوع المقبل وتحديداً مع الكشف عن توقعات البنك تجاه وتيرة النمو ومعدلات البطالة والتضخم للأعوام الثلاثة المقبلة في 18-19 من آذار/مارس الجاري.
الجدير بالذكر أن تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي بصورة فاقت التوقعات وفقاً للقراءة الثانوية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الرابع مع كبح اتساع الإفاق الاستهلاكي خلال الربع ذاته، بالتزامن مع عمل صانعي السياسة النقدية على دفع الاقتصاد الأمريكي للاعتماد على ساعديه دون الاعتماد على تحفيز السياسة النقدية التي ينتهجها البنك منذ عام 2008 عقب اندلاع أزمة الرهن العقاري الأمريكي، والتي تابعنا تقليصها وسحبها بنحو 20$ مليار خلال آخر اجتماعات اللجنة من ما قيمته 85$ مليار شهرياً.
يشعل بشكل أو بأخر تكهنات ومضاربات المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفدرالي تحت قيادة يلين قد يلجاء إلي الإقدام على تفعيل برامج تحفيزية محدودة آخرى بالتزامن مع مضيه قدماً في سحب وتقليص برنامج شراء السندات على غرار برنامج "تويست" الذي إقره بيرنانكي قبل تفعله للخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي أو التيسير الكمي في آيلول/سبتمبر من عام 2012، الأمر الذي يثقل على كاهل أداء الدولار ويحفز شهية المخاطرة لدى المستثمرين وسط تلك التوقعات التي تشير لخروج جينيت يلين عن خارطة الطريق التي أعدها بيرنانكي مسبقاً والتي تقتدي بسحب التحفيز تماماً بحلول منتصف العام الجاري 2014.
هذا وقد انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي بواقع 11.17 نقطة أي بنسبة 0.07% لينهي تعاملاته لهذا اليوم عند مستويات 16,340.08 نقطة، محققاً أدنى مستوى له عند 16,260.03 نقطة بينما سجل أعلى مستوياته اليوم عند 16,346.74 نقطة، ومع نهاية تعاملات اليوم انخفض نحو 15 سهم بينما ارتفع نحو 15 سهم من إجمالي أسهم المؤشر والبالغ عددها 30 سهماً.
أما مؤشر ال S&P 500 فقد ارتفع بنحو 0.57 نقطة أي بنسبة 0.03% لينهي تداولاته عند مستويات 1,868.20 نقطة محققاً أعلى مستوى له عند 1,868.38 نقطة والأدنى عند 1,854.38 نقطة، حيث ارتفع نحو 246 سهم ضمن المؤشر بينما تراجع نحو 249 سهم وبقي نحو 5 أسهم دون تغير يذكر مع نهاية تداولات اليوم.
وصولاً إلى مؤشر الناسداك المجمع الذي شهدنا ارتفاعه بواقع 16.14 نقطة او بنسبة 0.37% لينهي تداولات اليوم عند مستويات 4,323.33 والتي تعد أعلى مستوى له لهذا اليوم، أما أدنى مستوياته فقد سجلت عند 4,270.22 نقطة، ومع نهاية تعاملات اليوم ارتفع نحو 1,306 سهم بينما تراجع نحو 1,013 سهم من أسهم المؤشر في حين بقي نحو 157 سهم دون تغيير مع نهاية تداولات اليوم.
هذا وقد أظهر مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، انخفاضاً ليتداول حالياً عند 79.61 محققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 79.55 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 79.79 ومحققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 79.86.
على الصعيد الأخر فقد أظهرت أسعار الذهب ارتفاعاً لتتداول حالياً عند مستويات 1,366.23$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,347.59$ للأونصة، بينما تراجعت أسعار النفط الخام لتتداول حالياً عند مستويات 98.15$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 99.45$ للبرميل في اعقاب أظهر التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية فائضاً في المخزونات فاقت التوقعات.