اسطنبول (رويترز) - قال مراسلون من رويترز إن مجموعات من المهاجرين تحركت عبر شمال غرب تركيا نحو الحدود مع اليونان وبلغاريا يوم الجمعة بعدما قال مسؤول تركي كبير إن أنقرة لن تلتزم بعد الآن باتفاق مع الاتحاد الأوروبي أبرم عام 2016 للحد من تدفق اللاجئين على أوروبا.
ومساء الخميس قالت تركيا إن 33 من جنودها قتلوا في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا.
وأبلغ المسؤول رويترز في وقت لاحق بأن أوامر صدرت للشرطة التركية، وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود بعدم منع عبور اللاجئين عبر البر والبحر صوب أوروبا، تحسبا لتدفق وشيك للاجئين من إدلب.
وقال شاهين نبي زاده وهو مهاجر أفغاني عمره 16 عاما وكان ضمن مجموعة من المهاجرين تستقل واحدة من ثلاث سيارات أجرة كانت متوقفة على الطريق السريع في ضواحي اسطنبول "سمعنا بتلك الأنباء من التلفزيون".
وأضاف نبي زاده قبل أن تتجه سيارات الأجرة إلى إقليم أدرنة بشمال غرب البلاد وإلى المعابر الحدودية مع بلغاريا واليونان على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من اسطنبول "نحن نعيش في اسطنبول. نريد أن نذهب إلى أدرنة ثم إلى اليونان".
وتستضيف تركيا بالفعل حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري وقالت مرارا إنها لا تستطيع تحمل المزيد. وبموجب اتفاق عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقال المسؤول التركي لرويترز إن عبء استضافة اللاجئين "أثقل من أن تتحمله أي دولة".
وذكرت وكالة دمير أوران للأنباء أن نحو 300 من المهاجرين بينهم نساء وأطفال كانوا ضمن المجموعة التي توجهت نحو الحدود في إقليم أدرنة في منتصف الليل تقريبا. وأضافت أن هناك سوريين وإيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة ضمن المجموعة.
ورأى شهود من رويترز يوم الجمعة مهاجرين تجمعوا عند ضاحية أيواجيك على الساحل الغربي لتركيا في إقليم جناق قلعة بهدف السفر إلى جزيرة ليبسوس اليونانية في قارب.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا. وإذا أقدمت تركيا على ذلك، فسيمثل ذلك تراجعا عن تعهدها للاتحاد الأوروبي في 2016 وقد يجتذب القوى الغربية للمواجهة في إدلب.
ونزح قرابة مليون مدني في سوريا قرب الحدود التركية منذ ديسمبر كانون الأول في الوقت الذي انتزعت فيه قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا أراضي من قوات المعارضة المدعومة من أنقرة، الأمر الذي فجر أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام.
وعرض تلفزيون (إن.تي.في) التركي لقطات تظهر عشرات الأشخاص وهم يسيرون عبر حقول وعلى ظهورهم حقائب، وقال إن اللاجئين حاولوا عبور معبر كابيكولي الحدودي إلى بلغاريا لكن لم يسمح لهم بالمرور.
وأضاف أن المجموعة ذاتها من المهاجرين ساروا بعد ذلك عبر الحقول ليصلوا إلى معبر بازاركولي الحدودي إلى اليونان، لكن لم يتضح ماذا حدث لهم بعد ذلك.
(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)