من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - بث قطب الأعمال السوري رامي مخلوف مقطعا مصورا يوم الأحد قال فيه إن المسؤولين طلبوا منه الاستقالة من رئاسة شركة سيريتل لخدمات الهاتف المحمول في سوريا، في أحدث منعطف في نزاع على الأصول والضرائب كشف عن خلاف في قلب النخبة الحاكمة.
وقال مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، إنه سيقاوم الضغط ويرفض التنحي عن رئاسة الشركة، مع أنه ذكر أن المسؤولين هددوا بإلغاء ترخيص الشركة ومصادرة أصولها إذا لم يمتثل للأمر.
ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة.
يمتلك مخلوف إمبراطورية أعمال ضخمة تشمل الاتصالات والعقارات والمقاولات وتجارة النفط. وكان يُعتبر في يوم من الأيام وعلى نطاق واسع جزءا من الدائرة المقربة للأسد وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنه واجهة لثروة عائلة الأسد.
ويقول مسؤولون غربيون إنه لعب دورا كبيرا في تمويل المجهود الحربي للحكومة، وهو يخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لكن الرسالة المسجلة في المقطع المصور، وهو ثالث مقطع يبثه رجل الأعمال عن الخلاف خلال أقل من شهر، تسلط الضوء على انقسامات يقول خبراء في الشأن السوري إنها قد تكون أول شقاق كبير داخل الطائفة العلوية الحاكمة منذ حاول رفعت عم بشار الأسد الإطاحة بوالد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 1984.
واتهم مخلوف هذا الشهر قوات الأمن باعتقال موظفين في شركاته المختلفة "بشكل لا إنساني"، في هجوم غير مسبوق من داخل النظام من قبل أحد الأشخاص الأكثر نفوذا في البلاد.
وقال مخلوف في البيان الذي بثه على فيسبوك إن المسؤولين، الذين لم يذكر أسماءهم، أخبروه بأنه "إذا ما بتنفذوا سوف نسحب الرخصة".
وتابع "قالوا عندكم الأحد يا بتنفذوا أو نأخذ الشركة وبنحجز عليها"، مضيفا أنهم يهددون أعضاء مجلس الإدارة بالاعتقال.
ولم يتضح متى سُجل المقطع ولا أي أيام الأحد كان يعنيه مخلوف.
وقال إن انهيار سيريتل، سيوجه ضربة "كارثية" للاقتصاد. والشركة واحدة من مصادر الإيرادات الرئيسية للاقتصاد.
وتراجعت الليرة السورية إلى مستوى قياسي بلغ 1750 مقابل الدولار يوم الأحد وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الخلاف إلى مزيد من الضرر للاقتصاد الذي أصابته بالفعل عقوبات أمريكية أكثر صرامة وأثرت عليه بشدة الأزمة المالية في لبنان المجاور الذي كان مصدرا رئيسيا للدولار في البلاد.
وفي رسالة يوم الأحد، هاجم مخلوف منتفعين لم يذكرهم بالاسم قال إنهم تقدموا إلى الساحة خلال الحرب. وأضاف "أثرياء الحرب معروفون... أما الأشخاص اللي كانوا قبل الحرب يهمهم البلد وقعدوا بالبلد وضحوا بكل ما عندهم في سبيل البلد".
ويخضع الملياردير لعقوبات أمريكية منذ عام 2008 على خلفية ما تصفه واشنطن بالفساد العام. وتشدد الولايات المتحدة منذ ذلك الحين الإجراءات ضد كبار رجال الأعمال المقربين منه.
كما يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مخلوف منذ بدء الصراع السوري في 2011، متهما إياه بتمويل الأسد.
(تغطية صحفية سليمان الخالدي - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)