اللد (إسرائيل) (رويترز) - أدانت محكمة إسرائيلية يوم الاثنين مستوطنا يهوديا بالقتل العمد لدوافع عنصرية في هجوم وقع عام 2015 أسفر عن مقتل زوجين فلسطينيين وطفلهما الرضيع حرقا في الضفة الغربية المحتلة.
وساهم مقتل الطفل علي دوابشة البالغ من العمر 18 شهرا ووالديه سعد وريهام في تصاعد العنف بعد انهيار محادثات السلام برعاية الولايات المتحدة في عام 2014.
وكشفت التحقيقات التي تلت ذلك ومحاكمة عميرام بن أوليئيل عن انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي إذ تحدى بعض القوميين المتطرفين تعامل الدولة مع المشتبه فيهم اليهود.
وأشاد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بحكم الإدانة الصادر من محكمة اللد المركزية والذي قد تصل عقوبته إلى السجن مدى الحياة قائلا إنه "حدث مهم".
ويعتزم بن أوليئيل (25 عاما) الطعن على الحكم أمام المحكمة العليا الإسرائيلية. وقال محاميه إن جهاز شين بيت انتزع منه اعترافات كاذبة.
وقال ممثلو الادعاء إن عميرام بن أوليئيل اختار منزل عائلة دوابشة ومنزلا آخر في قرية دوما وألقى عليهما زجاجات حارقة وكتب بالطلاء كلمة "انتقام" على الجدران.
وتمت تبرئته من اتهام بالانتماء لمنظمة إرهابية.
وجلس بن أوليئيل، الذي كان يمسك بكتاب يهودي مقدس، هادئا في قفص الاتهام أثناء النطق بالحكم. ونقل الإعلام الإسرائيلي عن زوجته أوريان قولها إنه كان معها ليلة الهجوم وإنه برئ.
وقال محامي الدفاع إسحق بام للصحفيين "كان من الواضح تماما أن عميرام سيدان على ما اعترف به ولم يرتكبه" ووصف الظروف التي استجوب فيها الشين بيت بن أوليئيل بأنها "تمثل انتهاكا خطيرا لحقوقه".
وأصدر الشين بيت بيانا دافع فيه عن أساليبه قائلا إنها قانونية وأشاد بالحكم قائلا إنه "حدث مهم في مكافحة الإرهاب اليهودي".
وما زال الفلسطينيون يرون تباطؤا في الإجراءات التي تتخذها إسرائيل ضد المتشددين اليهود، مقارنة بالرد السريع والقاتل أحيانا من قوات الأمن على أعمال مماثلة من قبل عرب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن التحقيقات في هجوم دوما وهجمات أخرى نفذها يهود يعارضون تقديم أي تنازلات للفلسطينيين تتعلق بالأرض تعطلت بعمل المشتبه بهم داخل خلايا متشابكة ومراوغتهم للرقابة الإلكترونية.
وأبرم متهم ثان قاصر في القضية صفقة مع الادعاء في العام الماضي أدين بموجبها باعتباره شريكا للمتهم.
ونجا أحمد دوابشة شقيق علي من الهجوم لكنه أصيب بحروق خطيرة ويقوم على رعايته جده حسين.
وقال حسين دوابشة للصحفيين في المحكمة "قضيت عاما كاملا في المستشفى. لا أريد أن تعاني أي عائلة أخرى من هذه الفاجعة. كفى".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)