من حامد شاليزي وعبد القادر صديقي
كابول (رويترز) - قال ممثلون عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يوم الأربعاء إنهم توصلوا إلى اتفاق مبدئي للمضي قدما في محادثات السلام، وهو أول اتفاق مكتوب بينهما منذ اندلاع الحرب قبل 19 عاما وقوبل بترحيب من واشنطن باعتباره فرصة لوقف أعمال العنف.
وفي حين أن الاتفاق لا يتجاوز تحديد الإجراءات الكفيلة بإجراء المزيد من المناقشات، فإنه يعتبر خطوة كبيرة لأنه سيسمح للمفاوضين بالانتقال إلى قضايا أساسية، بما في ذلك المحادثات حول وقف إطلاق النار رغم أن هجمات طالبان على القوات الحكومية الأفغانية تواصلت دون هوادة.
وقال نادر نادري عضو فريق التفاوض الممثل للحكومة الأفغانية لرويترز "تم الانتهاء من الإجراءات بما في ذلك الديباجة ومن الآن ستبدأ المفاوضات على جدول الأعمال".
وأكد المتحدث باسم طالبان الأمر ذاته على تويتر.
وقال بيان مشترك صدر من الجانبين "جرى تكليف لجنة عمل مشتركة بالإعداد لمسودة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال" من أجل محادثات السلام.
جاء الاتفاق بعد مباحثات استمرت شهورا في العاصمة القطرية الدوحة وخلال مفاوضات جرت بتشجيع من الولايات المتحدة على الرغم من استمرار العنف.
وقال مسؤولون إن انفجار سيارة ملغومة في إقليم غزنة قتل 30 على الأقل من قوات الأمن يوم الأحد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وما زال وقف إطلاق النار يمثل أكثر مطلب عاجل لدى العواصم العالمية ولدى كابول على الرغم من رفض طالبان لهذا المطلب خلال المراحل الأولية من المحادثات.
وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني على تويتر نقلا عن الرئيس إن الاتفاق "خطوة للأمام صوب بدء المفاوضات على القضايا الرئيسية بما يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار باعتباره المطلب الأساسي للشعب الأفغاني".
وقال المبعوث الأمريكي الخاص بالمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد إن الطرفين توصلا إلى "اتفاق من ثلاث صفحات يرتب القواعد والإجراءات لمفاوضاتهما بشأن خارطة طريق سياسية ووقف شامل لإطلاق النار".
ولم يتم بعد نشر الوثيقة.
وأضاف خليل زاد في تغريدة على تويتر "يبرهن الاتفاق على أن بمقدور طرفي التفاوض الاتفاق على مسائل معقدة".
وقالت بعثة بريطانيا في كابول على تويتر بعد الاتفاق "أكبر عقبة متبقية هو المستوى الحالي غير المقبول من العنف: هذا الأمر يجب أن يتوقف".
ورحبت ديبورا ليونز مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان على تويتر بهذا "التطور الإيجابي"، مضيفة أن "هذه الانفراجة ينبغي أن تكون نقطة انطلاق للوصول إلى السلام الذي يرغب فيه جميع الأفغان".
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي مطلع على العملية إن الجانبين أبقيا بعض القضايا الشائكة جانبا للتعامل معها بشكل منفصل.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "يعلم الجانبان أيضا أن صبر القوى الغربية ينفد وأن المساعدات أصبحت مشروطة... لذلك يعلم الجانبان إن عليهم المضي قدما لتحقيق بعض التقدم".
(إعداد سها جادو ودعاء محمد وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)