من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - استبعدت إيران يوم الأحد عقد اجتماع غير رسمي مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لبحث سبل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وأصرت على ضرورة رفع واشنطن جميع عقوباتها أحادية الجانب.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده قوله "بالنظر إلى الإجراءات والتصريحات الأخيرة للولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، لا تعتبر إيران أن هذا هو الوقت المناسب لعقد اجتماع غير رسمي مع هذه الدول، وهو ما اقترحه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي".
وقالت الولايات المتحدة يوم الأحد إنها تشعر بخيبة أمل لأن إيران استبعدت عقد اجتماع غير رسمي لمناقشة سبل إحياء الاتفاق النووي لكنها أضافت أنها لا تزال مستعدة للمشاركة من جديد في جهود دبلوماسية جادة بشأن هذه القضية
وكان مسؤولون إيرانيون قد قالوا إن طهران تدرس اقتراحا قدمه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لعقد اجتماع غير رسمي مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي والولايات المتحدة التي أعادت فرض العقوبات على إيران بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018.
وقالت الإدارة الجديدة للرئيس جو بايدن إنها مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن عودة الدولتين إلى الاتفاق، الذي ألغى عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران مقابل فرض قيود تهدف إلى منعها من امتلاك أسلحة نووية، وهو أمر تقول إيران إنها لا تريده.
ولكن هناك خلافا بين الجانبين بشأن من يجب أن يتخذ الخطوة الأولى لإحياء الاتفاق. وتصر إيران على أنه يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات أولا بينما تقول واشنطن إن طهران يجب أن تعود أولا إلى الامتثال للاتفاق الذي تنتهكه تدريجيا منذ 2019.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض "رغم شعورنا بخيبة أمل من رد فعل إيران، ما زلنا مستعدين للمشاركة من جديد في دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال بالتزامات خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وأضافت أن واشنطن ستتشاور مع شركائها في مجموعة خمسة زائد واحد والأعضاء الأربعة الآخرين دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا بشأن أفضل سبيل للمضي قدما.
* "ليست النهاية"
قال مصدر أمريكي رفيع إن رفض إيران يعد ببساطة جزءا من العملية الدبلوماسية.
وفي سياق منفصل، قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة ليست مرتبطة بأي صيغة محددة للمحادثات.
وقال المسؤول "لا نعتقد أن ذلك هو نهاية المطاف. من المؤسف...رد الإيرانيين بالرفض لكننا سنكون مستعدين لأي أفكار أخرى".
وأضاف "إذا أردتم منا أن ندرس صيغة أخرى، فلن نتمسكك (بهذه) الصيغة".
كان على أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد حث مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة على عدم دعم مسعى بقيادة الولايات المتحدة لانتقاد قرار طهران تقليص تعاونها مع الوكالة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن صالحي قوله "إذا تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد ايران فسنظهر رد الفعل المناسب".
وفي وثيقة اطلعت رويترز عليها وأرسلت إلى بقية أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل الاجتماع ربع السنوي هذا الأسبوع لمجلس محافظي الوكالة تهدد إيران بإنهاء اتفاق أبرم مع الوكالة قبل أسبوع ينص على إبقاء مؤقت لبعض عمليات المراقبة لأنشطتها.
وقال دبلوماسيون إنه لم يتضح بعد إن كان المجلس سيتبنى مشروع قرار.
كانت إيران قد توقفت يوم الثلاثاء الماضي عن تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع غير معلنة.
لكنها وافقت في اتفاق 21 فبراير شباط على مواصلة تسجيل بيانات إضافية حددها الاتفاق النووي وذلك لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر والسماح لوكالة الطاقة بالاطلاع عليها في نهاية المطاف إذا رُفعت العقوبات.
وقال خطيب زاده "ليست هناك حاجة" للتفاوض أو اتخاذ قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي "تنهي الولايات المتحدة عقوباتها غير القانونية وأحادية الجانب وتعود إلى التزاماتها".
(إعداد أحمد صبحي ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية)