من دان وليامز وسليمان الخالدي
القدس/عمان (رويترز) - أثار إعلان إسرائيل إرجاء أول زيارة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الإمارات يوم الخميس، نتيجة تأخير صدور إذن التحليق في الأجواء الأردنية، انتقادا نادرا من عمان يتعلق بزيارة ولي عهد الأردن للمسجد الأقصى.
وكانت زيارة نتنياهو إلى أبوظبي، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 23 مارس آذار، ستتيح له وضع بصمته على تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية التي تأسست رسميا العام الماضي.
ووفقا لبيان أصدره مكتب نتنياهو فإن تأخير عمان في منح تصريح لطائرة نتنياهو بالتحليق في المجال الجوي للأردن يتعلق "على ما يبدو" بإلغاء زيارة ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله إلى المسجد الأقصى في القدس يوم الأربعاء بسبب خلاف بشأن الترتيبات الأمنية في الموقع.
وأضاف البيان أن التصريح صدر في نهاية المطاف، لكنه كان متأخرا جدا بالنسبة لجدول أعمال نتنياهو الذي كان يتضمن اجتماعا في القدس مع نظيريه الزائرين المجري والتشيكي في وقت لاحق من يوم الخميس.
ولم تؤكد الإمارات رسميا الزيارة المرتقبة التي تسرب خبرها إلى وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء.
وقال نتنياهو لاحقا إنه تحدث مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واتفقا على تحديد موعد آخر للزيارة والتعاون في مكافحة فيروس كورونا وفي مشاريع استثمارية ضخمة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي إن الإمارات تعتزم "استثمار مبلغ ضخم قدره 10 مليارات دولار... في مشاريع مختلفة... ونحن نناقش بالفعل هذه المشاريع المحددة".
ولم يوضح نتنياهو طبيعة مثل هذه المشاريع كما لم يتطرق إلى جدول زمني لتمويلها وتنفيذها.
وأوضح أنه سيزور الإمارات "قريبا جدا" وأن إسرائيل والدولة الخليجية ترغبان في السماح بحرية السفر بين البلدين، مشيرا إلى برنامج لتسهيل سفر من تم تطعيمهم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وتعليقا على الخلاف مع الأردن قال نتنياهو إن هناك "سوء تفاهم وصعوبات في تنسيق رحلتي الجوية (إلى الإمارات) بسبب واقعة بالأمس" تتعلق بالزيارة الأردنية المزمعة للمسجد الأقصى.
وأضاف "استغرق الأمر بضع ساعات لتصحيح الأمور... بوسعي الآن التحليق في أجواء الأردن، لكن عندما أصبح ذلك ممكنا، لم تعد زيارة الإمارات ممكنة اليوم".
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين أردنيين حتى الآن للتعقيب. لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أكد أن ولي العهد ألغى زيارته للمسجد الأقصى التي كانت ستصبح الأولى لملك الأردن المقبل.
* قيود إسرائيلية
نقل التلفزيون الرسمي عن الصفدي قوله إن السلطات الإسرائيلية حاولت تغيير برنامج جرى الاتفاق عليه مع عمان بأسلوب اعتبر يمس حقوق الفلسطينيين والمسلمين في العبادة.
ونُسب إلى الصفدي قوله "سموه قرر أن لا يُسمح بالتضييق على المسلمين".
وتتمتع الأسرة الملكية الهاشمية بالوصاية على مجمع المسجد الأقصى. وتشرف إسرائيل، التي أبرمت معاهدة سلام مع الأردن في عام 1994، على الإجراءات الأمنية حول الموقع، الذي يقدسه اليهود كذلك.
ويقول الأردن إن إسرائيل لا تملك حقوقا سيادية على المجمع ولطالما شعر بالاستياء من الزيارات المنظمة التي يقوم بها اليهود المتدينون هناك.
وتزعم إسرائيل أن القدس كلها عاصمة لها وأعلنت ضم القدس الشرقية، التي احتلتها في حرب 1967، في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
وكان مقررا أن يزور نتنياهو الإمارات والبحرين، التي أبرمت أيضا اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في الشهر الماضي. لكن الزيارة تأجلت بسبب قيود السفر المرتبطة بجائحة كوفيد-19.
(إعداد ليليان وجدي ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)