من نضال المغربي وعلي صوافطة
غزة/رام الله (رويترز) - قررت حركة فتح الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس يوم الخميس فصل ناصر القدوة عضو لجنتها المركزية بسبب سعيه لطرح قائمة منفصلة من المرشحين في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الأراضي الفلسطينية في مايو أيار.
وقالت حركة فتح في بيان إنها أمهلت القدوة، ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يومين للرجوع عن قراره والتخلي عن مسعى الانشقاق لكنه أصر على موقفه.
وكانت الانقسامات الداخلية في فتح عنصرا مهما في خسارة الحركة أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المنافسة في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2006. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تفوز فتح في تلك الانتخابات، رغم أن عرفات، مؤسس الحركة، توفي قبل أكثر من عام قبلها. وانقسمت الأصوات بين مرشحين متنافسين من الحركة.
ويحكم عباس (85 عاما) بمراسيم في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من عشر سنوات إذ لم تجر انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما.
وفي يناير كانون الثاني الماضي أعلن عباس عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، واعتبر كثيرون هذه الخطوة ردا على انتقادات للشرعية الديمقراطية التي يقوم عليها حكمه.
وكان القدوة أعلن في الأسبوع الماضي عن تشكيل قائمة لخوض الانتخابات أمام فتح في الانتخابات التشريعية التي تجري في شهر مايو أيار المقبل، ليثير تكهنات بعودة الانقسامات مجددا.
كما دعا مروان البرغوثي، عضو الحركة المسجون في إسرائيل وأحد القيادات الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة، لخوض الانتخابات على رأس قائمته. ويقضي البرغوثي حكما بالسجن مدى الحياة في إسرائيل بعد إدانته بتدبير هجمات سقط فيها قتلى إسرائيليون.
وقال بيان اللجنة المركزية لحركة فتح والتي يرأسها عباس إنها قررت "فصل ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة بناء على قرارها الصادر عن جلستها بتاريخ 8-3-2021، والذي نص على فصله، على أن يُعطى 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها".
وأضافت "بعد فشل الجهود كافة التي بذلت معه من الإخوة المكلفين بذلك، والتزاما بالنظام الداخلي وبقرارات الحركة، وحفاظا على وحدتها فإنها تعتبر قرارها بفصله نافذا من تاريخه".
وردا على بيان اللجنة، قال القدوة إنه سيظل "فتحاويا حتى العظم وما حدث لن يغير هذه الحقيقة على الإطلاق".
وأضاف "سأبقى حريصاً على مصالح الحركة، وقبل ذلك مصالح الوطن، وأتطلع للمستقبل حين يكون ممكناً تصويب وضعنا الداخلي وعودة الحركة لمكانتها الطبيعية، رائدة للعمل الوطني ومنتصرة لكرامة شعبنا وحريته".
وعلق هاني حبيب المحلل السياسي في غزة قائلا إن الخطوة التي أخذتها اللجنة المركزية "ممكن أن تمنع بعض المعارضين داخل فتح من الانفصال أو لربما مجرد التفكير في الانضمام لقائمة القدوة".
وكان عباس والقيادات المقربة منه قد تعهدوا بوحدة الحركة درءا للتحدي الذي تمثله حركة حماس، المنافس الرئيسي لحركة فتح والتي تفرض سيطرتها على غزة منذ 2007.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن تتفوق قيادات حماس على عباس في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في يوليو تموز.
غير أن الاستطلاعات تشير أيضا إلى أن البرغوثي، الذي يعتبر منذ فترة طويلة مرشحا محتملا لخلافة عباس، يتفوق على أي مرشح آخر.
(إعداد ليليان وجدي وأحمد حسن للنشرة العربية - تحرير معاذ عبد العزيز)