من ميشيل نيكولز
نيويورك (رويترز) - قبل نحو 30 عاما توفيت طفلة عمرها عامان تعاني من سوء التغذية أمام السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في مخيم للاجئين بأوغندا.
ومنذ يومين التقى ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، رضيعة عمرها خمسة أشهر تتضور جوعا في مستشفى باليمن وتوفيت يوم الخميس.
وقالت توماس جرينفيلد "ما هو الفارق اليوم؟. اليوم يجب أن يكون لدينا معلومات أفضل... بوسعنا إنقاذ أرواح لو عرفنا إلى أين نذهب ولو خصصنا التمويل للمكان المستهدف".
روى كل من بيزلي وتوماس حرينفيلد هاتين القصتين أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الأمن الغذائي، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن ما يزيد على 30 مليون إنسان في أكثر من 36 دولة "على شفا المجاعة".
وقال جوتيريش أمام المجلس المؤلف من 15 دولة "المجاعة والجوع لم يعودا متعلقين بنقص الغذاء. هما الآن من صنع الإنسان إلى حد كبير. أستخدم هذا المصطلح عن قصد. إنهما يتركزان في دول متضررة من صراعات واسعة النطاق وطويلة الأمد".
وأعلن جوتيريش تشكيل فريق عمل على مستوى عال بالأمم المتحدة لمنع المجاعة بقيادة مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالمنظمة الدولية.
وقال جوتيريش "هناك مناطق في اليمن وجنوب السودان وبوركينا فاسو تعاني المجاعة أو ظروفا شبيهة بالمجاعة. وتعرضت جمهورية الكونجو الديمقراطية لأكبر أزمة غذاء في العالم العام الماضي حيث واجه زهاء 21.8 مليون شخص جوعا حادا بين شهري يوليو تموز وديسمبر كانون الأول".
وعبر جوتيريش وبيزلي وتوماس جرينفيلد أيضا عن القلق بخصوص نقص الغذاء في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا حيث بدأت قوات الحكومة الإثيوبية هجوما على الحزب الحاكم سابقا في تيجراي بعد أن هاجمت قوات الإقليم قواعد للجيش الاتحادي في المنطقة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت توماس جرينفيلد "مخزونات المواد الغذائية تنضب. سوء التغذية الحاد آخذ في الارتفاع. استمرار العنف يمنع عمال الإغاثة من مساعدة من يتضورون جوعا".
وفيما يتعلق بدولة جنوب السودان التي تمزقها الحرب قال جوتيريش إن 60 في المئة من السكان يعانون الجوع بشكل متزايد، مضيفا أن "أسعار الغذاء مرتفعة للغاية لدرجة أن صحنا واحدا من الأرز والفاصوليا يكلف ما يزيد على 180 في المئة عن متوسط الراتب اليومي.. أي ما يعادل نحو 400 دولار هنا في نيويورك".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)